نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 713
فانظر إلى أي حدّ بلغ الحال بالمسلمين حتى أفنوا بعضهم على العصبية الممقوتة، و اليوم الري غير معروفة و إنما مكانها أو في ناحيتها مدينة طهران عاصمة المملكة الإيرانية و أهلها شيعة، و يعلم مما ذكره ياقوت شيوع التشيّع في الري و بلاد إيران قبل الصفوية.
و في مجالس المؤمنين [1] بعد نقل ذلك عن ياقوت في معجم البلدان: إن أهل الري في الأصل لم يكونوا شيعة إلى أن تغلّب عليها أحمد بن الحسن المادراني و أظهر مذهب التشيّع، فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب في مذهب الشيعة، و منهم: عبد الرحمن أبو حاتم و غيره، فصنّفوا كتبا في فضائل أهل البيت عليهم السّلام و استولى أحمد المذكور على الريّ في زمان المعتمد العباسي سنة (275 هـ) و كان قبل هذا في خدمة صاحبه كوتكين بن تكين التركي.
و من ذلك الوقت الّذي استولى فيه على الري إلى الآن و هذا المذهب مستمر في تلك الديار، و السبب الّذي نقله أحد العقلاء لياقوت خلاف الظاهر، و الظاهر أنه وافق فيه هوى ياقوت الّذي كان شافعيا و إلاّ فالمستفاد من كتاب النقض، أن الشافعية في الري كانوا أقل من أن يكونوا طرفا مقابلا للحنفية، و أن الحنفية في ذلك الوقت كانوا متوافقين مع الشيعة في الإنكار على الشافعية الّذين كانوا في الأصول على مذهب الأشعري و كانوا مجبرة، و بيّن في كتاب النقض قوّة شوكة الشيعة في الري و ذكر الأماكن المتعلقة بهم، فقال:
أولا: من المواضع المتبرك بها عندهم هناك المدرسة الكبيرة للسيّد تاج الدين محمّد الكيسكي روح اللّه المشهور بكلاه دوزان، و من نحو تسعين سنة تنعقد هناك مجالس الوعظ في كلّ أسبوع مرّتين و تكون دائما مشحونة بالعلماء و الفقهاء و السّادات و المترددين و قراءة ختمات القرآن و صلاة الجماعة كلّ ليلة و يوم خمس مرّات و بنيت هذه المدرسة في عهد طغرل الكبير، و مدرسة شمس الإسلام حسكا بن بابويه التي كانت موقوفة على هذه الطائفة قريب دار الإمارة