العزل بدون رأفة و لا شفقة، و هل يستغرب بعد هذه الأفعال أن يسلّط اللّه الفرنج على بلاد المغرب يحكمون في أموالهم و دمائهم و أعراضهم.

أفغانستان:

أي بلاد الأفغان، بفتح الهمزة و سكون الفاء، واقعة على حدود بلاد إيران و روسيا و الهند، و كانت جزءا من مملكة إيران، ملكها الصفويون سنة (912 هـ) و بقيت بيدهم إلى سنة (1135 هـ) حيث ضعفت دولة الصفوية، و استولى الأفغانيون على عاصمة ملكهم أصفهان، ثم طردهم منها نادرشاه، و في سنة (1150 هـ) استولى على بلادهم و بعد وفاة نادرشاه سنة (1160 هـ) استعادها أحمد خان الدراني من حكومة إيران و أقام نفسه أميرا عليها و توفي سنة (1187 هـ) ، و خلّفه إبنه تيمور و توفي سنة (1246 هـ) و خلّفه ابنه تريمون شاه، فخلعه الأفغانيون لممالأته الإنكليز و أجلسوا مكانه أخاه محمود خان ثم توفي سنة (1247 هـ) و انقضت دولة الدرانية فاستولى عليها دست محمّد خان، و جرت حرب بينه و بين الإنكليز إنتهت بانكساره و أسره و إقامة الشاه جوهاه مكانه.

ثم قتل و أعيد دست محمّد بعد إطلاقه من يد الإنكليز، فاستولى على قندهار و بلخ و القسم الجنوبي من البلاد سنة (1272 هـ) و كانت هرات لا تزال بيد الإيرانيّين و حاكمها يار محمّد خان، ثم مات يار محمد فحرك الإنكليز دست محمّد لمحاربة الإيرانيّين فحاربهم و أخلوا هرات و أقيم عليها أحمد خان سلطانا سنة (1279 هـ) و في سنة (1280 هـ) نشبت حرب بين دست محمّد و الإيرانيّين و بمساعدة الإنكليز استولى على هرات، و فيها توفي دست محمّد و خلفه إبنه شير عليّ خان، ثم خلعه الإنكليز و أقاموا مكانه أخاه أفضل خان، ثم جمع شير عليّ عساكره و استولى على البلاد ثم توفي سنة (1295 هـ) فملك بعده يعقوب خان و كان لمن يملك البلاد لقب أمير أفغانستان، و عيّن له الإنكليز سنويا ستمائة ألف ريال روسي، و في سنة (1297 هـ) أخذه الإنكليز إلى الهند و أقاموا مكانه ولده عبد الرحمن خان، ثم توفي فأقيم مكانه ولده حبيب اللّه خان، ثم قتل في عصرنا هذا و أقيم مكانه أخوه أمان اللّه خان ملكا على الأفغان و كان محبوبا إلى الرعية كأخيه حبيب اللّه لكنه ساح في بلاد الإفرنج و غيرها و معه زوجته الأميرة ثريا، و لمّا عاد من سياحته أراد أن يدخل إلى بلاده العوائد الفرنجية دفعة واحدة مع‌