و في حسن المحاضرة [2] للسيوطي: أخرج ابن عبد الحكم، عن يزيد بن أبي حبيب، أن تبيعا قال:
كان السّحرة من أصحاب موسى (عليه الصّلاة و السّلام) و لم يفتتن منهم أحد مع من افتتن من بني إسرائيل في عبادة العجل.
ثم روى عن ابن عبد الحكم بسنده عن تبيع، قال: استأذن جماعة من الّذين كانوا آمنوا من السّحرة موسى عليه السّلام في الرجوع إلى أهلهم و مالهم بمصر فأذن لهم، فترهبوا في رؤوس الجبال فكانوا أول من ترهب و كان يقال لهم الشيعة (الحديث) .
الإمامية
قال المرتضى في كتاب العيون و المحاسن من كتاب المجالس للمفيد [3] :
هم القائلون بوجوب الإمامة و العصمة و وجوب النصّ، و إنما حصل لها هذا الاسم في الأصل لجمعها في المقالة هذه الأصول.
و قال السمعاني [4] في الأنساب: الإمامية جماعة من غلاة الشيعة، و إنما لقّبوا بهذا اللّقب لأنهم يرون الإمامة لعليّ و أولاده، و يعتقدون أنه لا بدّ للناس من الإمام، و ينتظرون إماما سيخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
أقول: تبرأ الإمامية الإثنا عشرية من كلّ غال في أحد من أهل البيت عليهم السّلام مخرج له عن درجة العبودية، و من كلّ ناصب لهم العداوة إلاّ أن يكون السّمعاني يرى أن هذا الاعتقاد الّذي نقله عنهم غلوّا و هو عين القصد.