نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 125
كلام ابن حزم في حق الشيعة
و أمامنا الآن الجزء الثالث من كتاب ابن حزم المسمّى بـ (الفصل في الملل و النحل) المطبوع بمصر، و قد وجدنا فيه من الكذب و الافتراء على الشيعة، و مصادمة الحقائق بالإنكار، و إظهار النصب و العداوة لأهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم و أتباعهم، و إطلاق لسانه بالسوء ما تقشعر منه الأبدان، فاكتفينا بإيراد شيء من ذلك و تفنيده، لأن استقصاء سخافاته كلّها و تفنيدها يطول به الكلام و أكثرها واضحة البطلان.
و إذا كان ابن حزم من أصل أموي فلا يستنكر منه نصب العداوة لأهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم، و قد أوضح ابن خلكان حال ابن حزم بقوله في حقه: كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه فنفرت عنه القلوب، و استهدف لفقهاء وقته، فتمالأوا على بغضه، و ردّوا قوله، و أجمعوا على تضليله، و شنّعوا عليه، و حذّروا سلاطينهم من فتنته، و نهوا عوامّهم عن الدنوّ إليه و الأخذ عنه، و فيه قال أبو العباس بن العريف: كان لسان ابن حزم و سيف الحجّاج شقيقين، و إنما قال ذلك لكثرة وقوعه في الأئمة [1] .
فإذا كانت حال ابن حزم مع أهل مذهبه و حالهم معه هكذا، فما ظنك بالشيعة و اللّه يجزي كلاّ بعمله، و أتبعناه بشيء مما صدر من بعض أهل العصر ممن يدّعي الفضل و استنارة الفكر مما هو من هذا البحر و على هذه القافية و باللّه نستعين.
وقع نظرنا صدفة في الجزء المذكور على قوله: قال أبو محمد: جميع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة امرأة، و لا إمامة صبي لم يبلغ إلاّ الرافضة، فإنها تجيز إمامة الصغير الّذي لم يبلغ و الحمل، و هذا خطأ لأن من لم يبلغ فهو غير مخاطب و الإمام مخاطب بإقامة الدين [2] .
وفات أبا محمد قوله تعالى في حقّ يحيى عليه السّلام: وَ آتَيْنََاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا [مريم: 12]و ما سواه كذب و إفتراء.