responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 96

في موقف الدفاع، فالذي يقف موقف الهجوم يجب أن يكون قد هيّأ الوسائل الكافية للمخاصمة، و من ثم الحملة و الهجوم.

و كذا في التقدم الذي حظيت به المباحث الكلامية بصورة تدريجية، في القرن الثاني و أوائل القرن الثالث، فقد وصل في رقّية إلى القمة مع انتشار مذهب الاعتزال، فعلماء الشيعة و محققوهم، و الذين هم تلاميذ مدرسة أهل البيت عليهم السّلام، كانوا في مقدمة المتكلمين.

فضلا عن أن متكلمي أهل السنة [1] ، من الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم، يصلون في تدرجهم هذا إلى الإمام الأول للشيعة، و هو الإمام علي عليه السّلام، و أما أولئك الذين عرفوا آثار الصحابة، و اطّلعوا عليها، يعلمون جيدا أن من بين جميع هذه الآثار التي تنسب إلى الصحابة (و قد دوّنت أسماء اثني عشر ألفا) لم نجد أثرا واحدا يشتمل على التفكر الفلسفي. بل ينفرد الإمام علي عليه السّلام بخطابه و بيانه المبهر في معرفة الله تعالى، بأنه يتّصف بالتفكيرات الفلسفية الشديدة العمق.

لم تكن للصحابة و لا التابعين الذين جاءوا بعدهم، أو العرب بصورة عامة في تلك الأيام أيّة معرفة بالتفكر الفلسفي الحرّ، و لم نجد في أقوال العلماء في القرنين الأولين للهجرة، نماذج من التدقيق و التتبع، بينما نجد الأقوال الرصينة لأئمة الشيعة عليهم السّلام، و خاصة الإمام الأول (الإمام علي عليه السّلام) و الثامن


[1] شرح ابن أبي الحديد، أوائل المجلد الأول.

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست