نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 94
الطريق الثاني:
المباحث العقلية
التفكر العقلي و الفلسفي و الكلامي
قد أشرنا سابقا [1] ، أن القرآن الكريم يؤيد التفكر العقلي، و يعتبره جزء من التفكّر الديني. و التفكّر العقلي بعد أن يصادق على صدق نبوّة النبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلم، يجعل الظواهر القرآنية بما فيها الوحي السماوي، و أقوال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و أهل البيت عليهم السّلام من موارد الحجج العقلية. و الحجج العقلية التي يثبت بها الإنسان نظرياته، مع ما لديه من فطرة إلهيّة تنقسم إلى قسمين: البرهان و الجدل.
و البرهان: حجة، و مقدماته واقعية، و إن لم تكن مشهودة أو مسلّمة، و بعبارة أخرى، هي أمور يدركها الإنسان بداهة مع ما عنده من فطرة إلهية، و يصادق عليها، كما نعلم أن عدد الثلاثة أصغر من عدد الأربعة، فهذا النوع من التفكّر، يدعى التفكّر العقلي، و إذا تحقق هذا التفكر و حصل في كليات العالم و الكون، كالتفكر في بدء الخلقة، و عاقبة العالم، فهو ما يسمى بالتفكر الفلسفي.
و الجدل: حجة، إذا حصلت مقدماته من المشهودات و المسلّمات،