نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 76
و قوله تعالى أيضا: كَلاََّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اَلْيَقِينِ*`لَتَرَوُنَّ اَلْجَحِيمَ[1] .
إذا إحدى طرق استيعاب المعارف الإلهية و إدراكها هي تهذيب النفس و الإخلاص في العبودية.
الاختلاف بين هذه الطرق الثلاثة
اتّضح مما سبق، إن القرآن الكريم يعرض ثلاثة طرق لفهم المعارف الدينيّة: الظواهر الدينية و العقل. و الإخلاص في العبودية، و الذي مؤدّاه انكشاف الحقائق. و المشاهدة الباطنية لها، و لكن يجب أن نعلم أن هذه الطرق الثلاثة، تتفاوت فيما بينها من جهات عدة:
الأولى: إن الظواهر الدينية بيانات لفظية، تستفاد من أبسط الألفاظ، و هي في متناول أيدي الناس، و كلّ يستفيد [2] منها حسب قدرته و فهمه و استيعابه، على خلاف الطريقين الآخرين، إذ يختصان بجماعة خاصة، و لم يكونا لعامة الناس.
الثانية: إن العقل هو الطريق الموصل إلى أصول المعارف الإسلامية و فروعها، و منه يمكن الحصول على المسائل الاعتقادية و الأخلاقية، و كذا الكليّات للمسائل العملية (فروع الدين) ، و لكن جزئيات الأحكام و مصالحها الخاصة بها لم تكن في متناول
[1] سورة التكاثر الآيتان (5-6) يستفاد من الآية أن علم اليقين موروث لمشاهدة عاقبة حالة الأشقياء و هو الجحيم (جهنم) .
[2] و من هنا يتضح لنا قول النبي الأكرم (ص) في رواية ينقلها العامة و الخاصة: «إنّا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم» البحار ج 1: 36.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 76