نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 53
الشيعة و متكلموهم هذه الحرية الفكرية، فلم يتوانوا في النشاط العلمي، و نشر مذهب أهل البيت عليهم السّلام.
ثانيا: منح المأمون الإمام الثامن ولاية عهده بمقتضى سياسته، فأصبح الشيعة و محبو أهل البيت، بعيدين عن التعرض إلى حدّ ما من قبل الولاة-و أصحاب المناصب، و أصبحوا يتمتعون بشيء من الحرية، إلا أن الفترة هذه لم تدم كثيرا، فتعرّض الشيعة بعدها للملاحقة الشديدة، و القتل و التشريد، و عادت السنّة التي كانت سائدة، و خاصة في زمن المتوكّل العباسي (232-247 للهجرة) ، إذ كان يعادي عليا و شيعته عداء خاصا، و هو الذي أمر بهدم مرقد الإمام الحسين عليه السّلام ثالث أئمة الشيعة في كربلاء [1] .
الشيعة في القرن الرابع للهجرة
ظهرت عوامل في القرن الرابع الهجري، ساعدت على انتشار مذهب التشيع و تقويته، منها ضعف الخلافة العباسية، و ظهور ملوك آل بويه.
كان لملوك آل بويه، و هم شيعة، التأثير البالغ في مركز الخلافة ببغداد، و كذا في الخليفة [2] ، و هذه القدرة جعلت الشيعة يقفون أمام المخالفين، الذين طالما حاربوا الشيعة، و تمكن الشيعة أن ينشروا عقائدهم بكل حرية.
و المؤرخون متفقون على أن الجزيرة العربية، أو معظمها، كانت