نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 207
أهل البيت، و سرعان ما يسقط حزبهم الديني، و لا يواجه الخلفاء خطرا من هذه الجهة [1] .
و من البديهي بعد أن يحصل المأمون على ما كان يهدف إليه، فإن قتل الإمام لم يكن بالأمر الصعب. و لغرض تحقق هذه المؤامرة أحضر الإمام من المدينة إلى مرو، اقترح عليه الخلافة أولا ثم ولاية العهد ثانيا، فاعتذر الإمام، و لكنه استخدم شتّى الوسائل لإقناع الإمام، وافق الإمام بشرط ألا يتدخل في شئون الدولة و كذا في عزل أو نصب أحد من المسئولين [2] .
هذا ما حدث سنة 200 للهجرة. و لم تمض فترة حتى شاهد المأمون التقدم السريع للشيعة، و تزايد ارتباطهم و علاقتهم بالنسبة للإمام، و حتى العامة من الناس، و الجيش و مسئولي شئون الدولة.
عندئذ التفت المأمون إلى خطورة اشتباهه، و حاول أن يقف أمام هذا التيار، فقتل الإمام بعد أن دسّ إليه السم.
دفن الإمام الثامن بعد استشهاده في مدينة (طوس) في إيران، و تعرف اليوم بمدينة مشهد.
كان المأمون يبدي عنايته و رعايته لترجمة العلوم العقلية إلى اللغة العربية، و كان يقيم المجالس العلمية، التي يحضرها علماء الأديان و المذاهب، و تجري فيها المناظرات العلمية، و كان الإمام