responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 166

بعده، أو أنه لم يعين شخصا يقوم بإدارة الدولة الإسلامية.

و ليس هناك من شك، و الفطرة الإنسانية تقرّ، بأن نشوء مجتمع ما يرتبط بمجموعة من عادات و تقاليد مشتركة تقرّها أكثرية ساحقة لذلك المجتمع، و كذا يرتبط بقاؤها و دوامها بحكومة عادلة تتبنّى إجراء تلك العادات و التقاليد إجراء كاملا، و هذا الأمر لا يخفى على الشخص اللبيب أو يغفل عنه، في حين أنه ليس هناك مجال للشك في الشريعة الإسلامية، بما فيها من دقة و نظام، و لما كان يبديه النبي الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلم من احترام و تقدير لتلك الشريعة، إذ كان يضحّي بما في وسعه في سبيلها، أن يهمل الموضوع أو يتركه. علما بأن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم، كان نابغة زمانه، في قوة تفكره، و فراسته و تدبيره، (فضلا عن مستلزمات الوحي و النبوة و ما تتبعها من تأييدات) .

و كما نجد في الأخبار المتواترة عن طريق العامة و الخاصة، في كتب الأحاديث و الروايات (باب الفتن و غيرها) ، إنه صلى اللّه عليه و آله و سلم كان ينبئ بالفتن و المحن التي ستلاقيها الأمة الإسلامية بعده، و ما يشوب الإسلام من فساد، كحكومة آل مروان و غيرهم، الذين غيّروا و حرّفوا الشريعة السمحاء، فكيف يعقل أن من يهتم بأمور تحدث بعد سنوات عديدة متأخرة عن وفاته، و ما تنطوي عليها من فتن و مصائب، أن يتغافل عن موضوع يحدث بعيد وفاته، و في الأيام الأوّل بعد رحيله صلى اللّه عليه و آله و سلم؟!و لا يبدي اهتماما لموضوع خطير من جهة، و بسيط من جهة أخرى، في حين كان يبدي اهتمامه لأبسط الأمور الاعتيادية، كالأكل و الشرب و النوم و ما شاكل، فنجده يصدّر

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست