نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 16
فهو يكدّ و يسعى من أجل تأمين متطلبات حياته، لأنه يعتبرها من الأسس و المقوّمات لها.
فهو يبادر إلى تناول الماء و الطعام، ليسدّ بهما عطشه و جوعه، لأن الأكل و الشرب، حاجتان ضروريّتان لاستمرار الحياة.
إن هذه القوانين التي تحكم حياة الإنسان، تبتني على اعتقاد أساسي، و الإنسان يعتمد عليها في بناء علاقاته، و هو تصوره عن الحياة و الكون، و الذي هو جزء منه، و تأملاته عن حقيقتها، و يتضح هذا الموضوع بالتأمل في الآراء المختلفة التي يرتئيها الناس في حقيقة العالم.
فالذين يحصرون الوجود في هذا العالم المادّي المحسوس، و يعدّون الإنسان كائنا ماديا محضا (يحيا بتدفق الحياة في جسمه، و يفنى بالموت) فإن نظرتهم هذه إلى الحياة نظرة مادية بحتة، فهم يسعون إلى تحقيق متطلباتهم الماديّة، و يبذلون في هذا السبيل قصارى جهودهم لتذليل الظروف و العوامل الطبيعية لأغراضهم و مصالحهم الخاصة.
و أما الذين يعتقدون بأن عالم الطبيعة من صنع خالق أعلى شأنا من الطبيعة، مثل عبدة الأوثان، فإنهم يذهبون إلى أن العالم مخلوق، و خاصة الإنسان، و قد أسبغ الخالق نعمه عليه، كي ينعم بخيراتها، فهم ينسقون برامج حياتهم وفقا لرضى الخالق، مبتعدين عن سخطه و غضبه، فإذا ما استطاعوا جلب رضاه، فنعمه موفورة، مغدقة عليهم، و إذا زالت النعم فدليل سخطه عليهم.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 16