نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 156
و أغراضا تناسب نوع الفعل، كما في الأعمال الطبيعية التي تتصف بالحركة غالبا، فإن الغاية التي تسعى إليها هذه الحركة تعتبر الغاية و الهدف لها، و أما في لعب الأطفال و ما يتناسب مع نوع اللعبة، فإن هناك غاية خيالية وهميّة، و الهدف من اللعبة هو الوصول إليها.
و في الحقيقة أن خلقة الإنسان و العالم، من أعمال الله تعالى و هو منزّه عن أن يقوم بأعمال عبث دون هدف أو غرض، فهو الذي يخلق، و يرزق و يميت، و هكذا يخلق و يهلك فهل يتصور أن يكون خلقه هذا دون هدف معيّن، و غرض محكم يتابعه.
إذن لا بد لخلق الكون و الإنسان، من هدف و غاية ثابتة، و الفائدة منه لا تعود إلى الله الغني المتعال، فكل ما فيه يعود للمخلوق نفسه. إذن يجب الاعتراف بأن الكون بما فيه الإنسان يتجه و يسير نحو خلقة معيّنة خاصة، و وجود أكمل، لا يتصفان بالفناء و الزوال.
و إذا أمعنا النظر في حالة الناس و وضعهم، و مدى تأثرهم بالتربية الدينيّة، فإننا نرى أن الناس نتيجة الارشادات الإلهيّة، و التربية الدينيّة، ينقسمون إلى قسمين، و هم الأخيار و الأشرار، و مع هذا فإننا لا نجد أيّ امتياز أو فارق في هذه الحياة، بل على العكس، غالبا ما تكون الموفقية للأشرار و الظالمين، أما الأخيار فإنهم مبتلون بالفتن و المشاكل و الحياة السيئة و الحرمان و تحمّل الظلم.
و الحال هذه تقتضي العدالة الإلهية أن تكون هناك نشأة
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 156