نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 133
البشر، كما هو في القوة المودعة في الإنسان للتناسل، في حين أن إدراك لذة الزواج، و التأهب له، يتحقق في الأفراد عند بلوغهم، و شعور «الوحي» الذي لا يظهر لدى الأفراد، هو شعور مرموز، كما هو الحال في إدراك و شعور اللذّة في الزواج عند من لم يصل إلى سنّ البلوغ، فيبقى هذا الإدراك غير معروف لديه.
و الله تعالى يشير في خطابه عن (الوحي) بالنسبة إلى الشريعة و عجز العقل، بقوله: إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلىََ نُوحٍ وَ اَلنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ[1]رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلاََّ يَكُونَ لِلنََّاسِ عَلَى اَللََّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ اَلرُّسُلِ[2] .
الأنبياء و عصمة النبوة
إنّ ظهور الأنبياء يؤيد نظرية (الوحي) الذي سبق ذكره. إنّ أنبياء الله تعالى كانوا ممن ادّعوا «الوحي» و النبوة، و في ادعائهم هذا أقاموا الحجج و البراهين، و بلّغوا الناس ما تحتويه شريعة الله سبحانه، ألا و هو القانون الذي يمنحهم السعادة و جعلوها في متناول أيدي الجميع، و لما كان الأنبياء يمتازون بـ «الوحي» و النبوة، فعند ظهورهم في كل زمن كانوا قلة، فجعل الله هداية الناس على عاتق هؤلاء، بما أمروا من دعوة و إبلاغ، و ما ذلك إلا لتعمّ و تتم و تكتمل تلك الدعوة.
و من هنا يتضح وجوب عصمة الأنبياء، فهم مصونون من الخطأ