و له صلات وداد مع السيرافي، و لما توفي سنة 385 هـ بعد وفاة الصاحب رثاه بقوله:
يا يوسف ابن أبي سعيد دعوة # أوحى إليك بها ضمير موجع
لم ينسنا كافي الكفاة مصابه # حتى رمانا فيك خطب مطلع
ورثى أبي علي الفارسي سنة 377 هـ بقوله:
أبا علي للدان قد سطا # و للخصوم إن أطالوا اللغطا
و له رثاء لصديقه أبي المنصور المرزباني سنة 383 هـ و كان من أماثل الكتاب و بارعي المحدثين.
شعوره في شعره
لا نوافي هذا الموضوع حقه حتى نأتي على ديوان الشريف كله، و نسل منه شعوره و وجدانه و نحلل شعره. و هذا بحث واسع الأكناف، بعيد الأطراف، يحتاج إلى إفراد في التأليف، و قد خاضه الأدباء و نخلته أقلامهم، و لكنا لا نخلي الترجمة من كلمة وجيزة فيه مما لا يحسن فيما يكتب كترجمة أكثر منه:
يترفع الشريف عن مغازلة الغواني و لا يطيعه خياله في معاطفة الجمال و الدلال، أما إذا استصرخ المساعير و استعرض وشيك القنا و استظل مثار النقع و استقل ظهور الجياد، و تخوض المنايا، طاوعته شاعريته و استدرجه الحماس، حتى كأنه في معمعة. فإذا انتهت بعض قصائده أشفقت أن يلوثك الدم، أو تخذم بشبا الصوارم، و لكنه قد