لعلمائها شأن يذكر في كثير من مقدراتها الحيوية. ثم في تعاقب الحكم الأموي و العباسي تضاعفت الحاجة إلى معرفة الأنساب و دونت لها المؤلفات و الكتب و أدخلت في قائمة العلوم التي تدرس و تتفاضل بها العلماء و وضعت لها الكلمات الاصطلاحية و الرموز الفنية و لكن الحاجة إليها في الدور الأموي لا تشبهها في الدور العباسي.
حرص الأمويون على احتكار السيادة الإسلامية للعرب دون غيرهم من الشعوب الإسلامية و شدوا العزيمة على صيانة الحكم العربي من الدخلاء و الموالي و قاوموا العقيدة الشعوبية بكل ما لهم من طاقة و منه فكانت للأنساب العربية و لمن يحمل شهادة عالية بها قيمة مرعية في اندماج حاملها في عناصر الحكم و كان من المحتم الشطب على الدخيل و المولى من ملاك الوظائف و لما أعقبه الدور العباسي تطلعت رؤس الموالي و قبضوا على أزمة الحكم و انكمش أشراف العرب يتطاولون بالعظام و يتفاخرون بما كانت و ضعفت قيمة النسب العربي بصورة عامة و بضعفها قلت الحاجة إلى النسابين إلا أنه من بين ذلك كان لأنساب الهاشميين بصورة خاصة شأن عال في مقدرات الدولة نظير ما كان للعربي القح في دور الأموي أو أعظم باعتبار أنهم الأسرة المالكة و ورّاث العرش الشرعيون و كانت لهم حقوق استثنائية يتمتعون بها لابد من رعايتها و للشيعة من ناحية أخرى دينية محضة اهتمام آخر بأنساب الهاشميين لاعتقادها أن لهم حقا شرعيا ماليا في بيت المال الإسلامي و هو الذي يسميه فقهاؤها بالخمس الهاشمي و ان لهم حقوقا و وجائب دينية غير ذلك هي من جملة أحكام الفقه الديني.