نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 917
المعاني الغائبة عن الحواس لا يشاهد له صورة حسيّة، لكن إذا كشف الغطاء بالموت يصير جسرا محسوسا على متن جهنّم، أوّله في الموقف، و آخره على باب الجنة، يعرف كلّ من يشاهده أنّه صنعته و بناؤه.
روى الصدوق (رحمه اللّه) في كتاب (معاني الأخبار) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) أنّه سئل عن الصراط، فقال: «هو الطريق إلى معرفة اللّه، و هما صراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الآخرة، و أمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا و اقتدى بهداه، مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، و من لم يعرفه في الدنيا، زلّت قدمه عن الصراط في الآخرة، و تردّى في نار جهنم» [1].
و في تفسير أبي محمّد العسكري (عليه السلام): «الصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا و صراط في الآخرة، فأمّا الطريق المستقيم في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلوّ، و ارتفع عن التقصير، و استقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل، و الطريق الاخر طريق المؤمنين إلى الجنة، و هو مستقيم لا يعدلون عن الجنّة إلى النار، و لا إلى غير النار سوى الجنة» [2].
و إنما خصّ الإمامة و الرحمة من الأخلاق و الصلاة من الأعمال بالذكر. لأنها العمدة و العماد و الأصل و السناد بالإضافة إلى سائر الأخلاق و الأعمال، و قد ورد في الأخبار: «أنّ الميزان في معرفة الناس صدق الحديث و أداء الأمانة» [3] و «أنّ الصلاة إن قبلت قبل ما سواها، و إذا ردّت ردّ ما سواها» [4].
باب الشّفاعة
[المتن]
[2413] 1. الكافي: عن الصادق (عليه السلام): «إنّ الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم، و ديوان فيه الحسنات، و ديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم و ديوان الحسنات، فتستغرق النعم عامّة الحسنات، و يبقى ديوان السيئات، فيدعى بابن آدم المؤمن للحسنات فيتقدّم القرآن أمامه في أحسن صورة، فيقول: يا ربّ أنا القرآن، و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، و يطيل ليله بترتيلي، و تفيض عيناه إذا تهجّد