نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 856
و العمل بها، و كانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فاسألوا اللّه ربّكم العافية، و عليكم بالدّعة و الوقار و السكينة، و عليكم بالحياء و التنزّه عما تنزّه عنه الصالحون قبلكم، و عليكم بمجاملة أهل الباطل، تحمّلوا الضيم منهم، و إياكم و مماظّتهم، دينوا فيما بينكم و بينهم- إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام، فإنّه لا بدّ لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام- بالتقية التي أمركم اللّه أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم، فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنّهم سيؤذونكم، و تعرفون في وجوههم المنكر، و لو لا أنّ اللّه تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم، و ما في صدورهم من العداوة و البغضاء أكثر ممّا يبدون لكم، مجالسكم و مجالسهم واحدة، و أرواحكم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبّونهم أبدا و لا يحبّونكم، غير أنّ اللّه تعالى أكرمكم بالحقّ و بصّركموه، و لم يجعلهم من أهله، فتجاملونهم و تصبرون عليهم، و هم لا مجاملة لهم و لا صبر لهم على شيء من أموركم، تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم و بينهم، تلتمسون بذلك وجه ربّكم بطاعته، و هم لا خير عندهم، لا يحلّ لكم أن تظهروهم على أصول دين اللّه، فإنّهم إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه، و رفعوه عليكم، و جاهدوا على هلاككم، و استقبلوكم بما تكرهون، و لم يكن لكم النّصف منهم في دول الفجّار.
فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل، فإنّه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل؛ لأنّ اللّه لم يجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل، أ لم تعرفوا وجه قول اللّه تعالى في كتابه إذ يقول: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّٰارِ[1].
أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل، فلا تجعلوا اللّه تعالى و له المثل الأعلى و إمامكم و دينكم الذين تدينون به عرضة لأهل الباطل، فتغضبوا اللّه عليكم فتهلكوا.
فمهلا مهلا يا أهل الصلاح لا تتركوا أمر اللّه و أمر من أمركم بطاعته، فيغيّر اللّه ما بكم من نعمة، أحبّوا في اللّه من وصف صفتكم، و أبغضوا في اللّه من خالفكم، و أبذلوا مودّتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم، و لا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم