responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 854

الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون، فأوردوهم الهوى، و أصدروهم إلى الرّدى، و غيّروا عرى الدين، ثم ورثوه في السفه و الصبا، فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر اللّه تعالى و عليه يردون، بئس للظالمين بدلا، و ولاية الناس بعد ولاية اللّه، و ثواب الناس بعد ثواب اللّه، و رضا الناس بعد رضا اللّه، فأصبحت الأمة كذلك، و فيهم المجتهدون في العبادة، على تلك الضلالة معجبون مفتونون، فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدى بهم.

و قد كان في الرسل ذكرى للعابدين، إنّ النبي من الأنبياء كان مستكمل الطاعة، ثم عصى اللّه تعالى في الباب الواحد، فيخرج به من الجنّة، و ينبذه في بطن الحوت، ثم لا ينجيه إلّا الاعتراف و التوبة، فأعرف أشباه الأحبار و الرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه (فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ وَ مٰا كٰانُوا مُهْتَدِينَ [1]. ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب و حرّفوا حدوده، فهم مع السادة و الكثرة [2]، فإذا تفرّقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دينا، و ذلك مبلغهم من العلم، لا يزالون كذلك في طمع و طبع، فلا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير، يصبر منهم العلماء على الأذى و التعنيف، و يعيبون على العلماء بالتكليف.

و العلماء في أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة، إن رأوا تائها ضالا لا يهدونه، أو ميتا لا يحيونه، فبئس ما يصنعون، لأنّ اللّه تعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف و بما امروا به، و أن ينهوا عمّا نهوا عنه، و أن يتعاونوا على البرّ و التقوى و لا يتعاونوا على الإثم و العدوان.

فالعلماء من الجهّال في جهد و جهاد، إن وعظت قالوا: طغت، و إن علموا الحق الذي تركوا، قالوا: خالفت، و إن اعتزلوهم، قالوا: فارقت، و إن قالوا: هاتوا برهانكم على ما تحدّثون، قالوا: نافقت، و إن أطاعوهم قالوا عصيت اللّه تعالى فهلكت، جهّال فيما لا يعلمون، أمّيون فيما يتلون، يصدّقون بالكتاب عند التعريف، و يكذّبون به عند التحريف فلا ينكرون، أولئك أشباه الأحبار و الرهبان، قادة في الهوى، سادة في الردّي.


[1]. البقرة (2): 16.

[2]. في المصدر: و الكبرة.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 854
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست