responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 529

قيل: كيف يتفكّر؟ قال: «يمرّ بالخربة أو بالدار، فيقول: أين ساكنوك، أين بانوك، ما لك لا تتكلّمين؟» [1].

* بيان

التفكّر لكلّ أحد إنّما يكون بحسب عقله و فهمه و رتبته، فتفكّر أولي الألباب إنّما يكون في أفعال اللّه سبحانه و عجائب صنعه و بدائع أمره في خلقه، و ما ينبّه على جلاله و كبريائه و تقدّسه و تعاليه، و ما يدلّ على كمال علمه و حكمته و نفاذ مشيئته و قدرته و إحاطته بالأشياء و معيّته لها، و نحو ذلك، قال اللّه تعالى:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنٰا مٰا خَلَقْتَ هٰذٰا بٰاطِلًا سُبْحٰانَكَ فَقِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ [2] و قال سبحانه: «و من آياته» في مواضع كثيرة فتلك الآيات هي مجاري التفكّر في اللّه و في قدرته و في أمره.

و تفكّر المتوسّطين، إنّما يكون في المعاملة بينهم و بين ربّهم في حسناتهم و سيّئاتهم، و فيما يفعل بهم من اللطف و الإحسان و الحلم و العفو و غير ذلك، فإنّه إذا تفكّر العبد في حسناته، هل هي تامّة أو ناقصة، موافقة للسنّة أو مخالفة لها، خالصة عن الشرك أو الشّك أو مشوبة بهما؟ يدعوه لا محالة هذا التفكّر إلى إصلاحها و تدارك ما فيها من الخلل، و كذا إذا تفكّر في سيّئاته و ما يترتّب عليها من العقوبات و البعد عن اللّه سبحانه، يدعوه ذلك إلى الانتهاء عنها و تدارك ما أتى بها بالتوبة و الندم، و إذا تفكّر في صفات اللّه و أفعاله من لطفه بعباده و إحسانه إليهم بسوابغ النّعماء و بسط الآلاء و التكليف دون الطاقة و الوعد لعمل قليل بثواب جزيل و تسخيره له ما في السموات و الأرض و ما بينهما إلى غير ذلك، يدعوه ذلك لا محالة إلى البرّ و العمل به و الرغبة في الطاعات و الانتهاء عن المعاصي، و هذا هو المشار إليه في الحديث الثالث، و تفكّر العامّة هو المفسّر به الحديث النبويّ في الخبر الأخير.


[1]. الكافي 2: 51/ 2.

[2]. آل عمران (3): 190- 191.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست