نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 303
فلو سكت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فلم يبيّن من أهل بيته، لادّعاها آل فلان و آل فلان، و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[1] فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة (عليهم السلام)، فأدخلهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) تحت الكساء في بيت أمّ سلمة، ثم قال: اللهم انّ لكل نبي أهلا و ثقلا، و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي. فقالت أم سلمة: أ لست من أهلك؟ فقال: إنّك إلى خير، و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي، فلما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كان علي أولى الناس بالناس، لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و إقامته للناس و أخذه بيده.
فلمّا مضى علي (عليه السلام) لم يكن يستطيع علي (عليه السلام) و لم يكن ليفعل أن يدخل محمّد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحدا من ولده، إذا لقال الحسن و الحسين: إنّ اللّه تبارك و تعالى أنزل فينا كما أنزل فيك، و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك، و بلّغ فينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كما بلّغ فيك، و أذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك.
فلمّا مضى علي (عليه السلام) كان الحسن أولى بها لكبره، فلمّا توفّي لم يستطع أن يدخل ولده، و لم يكن ليفعل ذلك، و اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ[2] فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين: أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك، و بلّغ في رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كما بلّغ فيك و في أبيك، و أذهب اللّه عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك، فلمّا صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه كما كان هو يدّعي على أخيه و على أبيه، لو أراد أن يصرف الأمر عنه، و لم يكونا ليفعلا.
ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين (عليه السلام)، فجرى تأويل هذه الآية: وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ، ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمّد بن علي، و قال: الرجس هو الشك، و اللّه لا نشكّ في ربنا أبدا» [3].