responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 275

بدو مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة، و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّدي (عليه السلام)، فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم (عليه السلام)، ثم قال: «يا عبد العزيز، جهل القوم و خدعوا عن آرائهم، إنّ اللّه تعالى لم يقبض نبيه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حتى أكمل له الدين، و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كلّ شيء، بيّن فيه الحلال و الحرام، و الحدود و الأحكام، و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا، فقال تعالى: مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْءٍ [1] و أنزل في حجّة الوداع و هي آخر عمرة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰامَ دِيناً [2] و أمر الإمامة من تمام الدين، و لم يمض (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حتى بيّن لأمّته معالم دينهم، و أوضح لهم سبيلهم، و تركهم على قصد سبيل الحق، و أقام لهم عليا (عليه السلام) علما و إماما، و ما ترك شيئا يحتاج إليه الأمّة إلّا بيّنه، فمن زعم أنّ اللّه لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه تعالى، و من ردّ كتاب اللّه تعالى فهو كافر به.

هل يعرفون قدر الإمامة و محلّها من الأمّة فيجوز فيها اختيارهم! إنّ الإمامة أجلّ قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إنّ الإمامة خصّ اللّه بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوّة و الخلّة مرتبة ثالثة و فضيلة شرّفه بها و أشاد بها ذكره فقال: إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً [3] فقال الخليل (عليه السلام) سرورا بها: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قال اللّه تعالى: لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ. فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة، ثم أكرمه اللّه تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة و الطهارة فقال: وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنٰا صٰالِحِينَ وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا وَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرٰاتِ وَ إِقٰامَ الصَّلٰاةِ وَ إِيتٰاءَ الزَّكٰاةِ وَ كٰانُوا لَنٰا عٰابِدِينَ [4].

فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها اللّه تعالى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فقال جلّ و عز: إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا


[1]. الأنعام (6): 38.

[2]. المائدة (5): 3.

[3]. البقرة (2): 124.

[4]. الأنبياء (21): 73.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست