responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 253

يقتضي وجود المنزل إليه بذلك بعده، و قد بيّن ذلك في أخبار اخر.

«لسيّدة دينكم» [1] يعني لسيّدة حجج دينكم «لغاية علمنا» أي نهاية ما يحصل لنا من العلم لكشفها عن ليلة القدر التي يحصل لنا فيها غرائب العلم و مكنوناته «فإنّها لولاة الأمر خاصّة» يعني هذه الآيات إنّما هي للأئمة المعصومين بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و في شأنهم، ليست لغيرهم.

يعني هذا الإنزال إنّما هو عليهم بعده، و هذا الإنذار إنما يكون بهم بعده، و إرسال الأمر المذكور إنّما هو إليهم خاصة، و ممّا ينبّه على هذا قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنٰا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ أي حين أنزلناه نجوما، فَإِذٰا قَرَأْنٰاهُ عليك حينئذ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ أي جملته ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنٰا بَيٰانَهُ [2] يعني في ليلة القدر بإنزال الملائكة و الروح فيها عليك و على أهل بيتك من بعدك من كلّ أمر بتفريق المحكم من المتشابه و بتقدير الأشياء و تبيين أحكام خصوص الوقائع التي تصيب الخلق في تلك السنة إلى ليلة القدر الآتية، و بالجملة تتميم إنزاله بحيث يكون هدى للناس و بيّنات من الهدى و الفرقان كما قال سبحانه: شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ يعني في ليلة القدر منه هُدىً لِلنّٰاسِ وَ بَيِّنٰاتٍ مِنَ الْهُدىٰ وَ الْفُرْقٰانِ [3] تثنية لقوله عز و جلّ: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ. فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أي محكم أَمْراً مِنْ عِنْدِنٰا إِنّٰا كُنّٰا مُرْسِلِينَ [4] فقوله: فِيهٰا يُفْرَقُ و قوله: وَ الْفُرْقٰانَ معناهما واحد.

و في (الكافي) و (معاني الأخبار): عن الصادق (عليه السلام): «إنّ القرآن جملة الكتاب، و الفرقان المحكم الواجب العمل به» [5] و الذي قلناه كلّه مستفاد من أخبارهم (عليهم السلام) و فيها: «أنّه لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن» [6] و في (الفقيه): «تكامل نزول القرآن ليلة القدر» [7] وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ [8] يعني لا بدّ لكلّ أمّة من نذير حي يكون بين أظهرهم ينذرهم في كلّ زمان و كذلك كان ما كانت الدنيا «نذيرها محمّد» يعني نذير


[1]. الكافي 1: 249/ ب في شأن سورة القدر ....

[2]. القيامة (75): 17- 19.

[3]. البقرة (2): 185.

[4]. الدخان (44): 3- 5.

[5]. الكافي 2: 630/ ب النوادر، معانى الاخبار: 189.

[6]. الكافي 4: 158/ باب ليلة القدر.

[7]. الفقيه 2: 99/ باب شهر رمضان.

[8]. فاطر (35): 24.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست