responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 141

أَتٰاكُمْ عَذٰابُ اللّٰهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السّٰاعَةُ أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بَلْ إِيّٰاهُ تَدْعُونَ [1] فيكشف ما تدعون إليه إن شاء و تنسون ما تشركون.

و في (تفسير مولانا العسكري (عليه السلام)) أنّه سئل مولانا الصادق (عليه السلام) عن اللّه، فقال للسائل: «يا عبد اللّه، هل ركبت سفينة قطّ؟ قال بلى: قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟ قال: بلى، قال: فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال: بلى، قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو اللّه القادر على الإنجاء حين لا منجي، و على الإغاثة حين لا مغيث» [2].

و لهذا جعلت الناس معذورين في تركهم اكتساب المعرفة باللّه عزّ و جلّ، متروكين على ما فطروا عليه، مرضيّا عنهم بمجرّد الإقرار بالقول، و لم يكلّفوا الاستدلالات العلمية في ذلك، و إنّما التعمّق لزيادة البصيرة و لطائفة مخصوصة.

و أما الاستدلال فللردّ على أهل الضلال، و السرّ في خفائه سبحانه مع كمال ظهوره أنّ الأشياء إنّما تستبان بأضدادها، و ما عمّ وجوده حتى لا ضدّ له عسر إدراكه، مثاله نور الشمس المشرق على الأرض، فإنّا نعلم أنّه عرض من الأعراض محدث في الأرض و يزول عند غيبة الشمس، فلو كانت الشمس دائمة الإشراق لا غروب لها، لكنّا نظنّ ألا هيئة في الأجسام إلّا ألوانها و هي السواد و البياض و غيرهما، فإنّا لا نشاهد في الأسود إلّا السواد، و في الأبيض إلّا البياض، فأمّا الضوء فلا ندركه وحده، لكن لمّا غابت الشمس و أظلمت المواضع أدركت تفرقة بين الحالتين، فعلمنا أنّ الأجسام كانت قد استضاءت بضوء، و اتّصفت بصفة فارقتها عند الغروب، فعرفنا وجود النور بعدمه، و ما كنّا نطّلع عليه لو لا عدمه إلّا بعسر شديد، و ذلك لمشاهدتنا الأجسام متشابهة غير مختلفة في الظلام و النور، هذا مع أنّ النور أظهر المحسوسات، إذ به يدرك سائر المحسوسات، فما هو ظاهر في نفسه و هو مظهر لغيره، أنظر كيف تصوّر استبهام أمره بسبب ظهوره لو لا طريان ضدّه.

فإذن الربّ تعالى هو أظهر الامور، و به ظهرت الأشياء كلّها، و لو كان له عدم أو غيبة أو تغيّر لانهدّت السموات و الأرض، و بطل الملك و الملكوت، و لأدركت التفرقة بين الحالتين، و لو كان بعض الأشياء موجودا به و بعضها موجودا بغيره لأدركت التفرقة بين الشيئين في الدلالة، و لكن دلالته عامّة في الأشياء على


[1]. الأنعام 6: 40- 41.

[2]. البحار 3: 41/ 16 عن تفسير العسكري.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست