بوجوبه، و يحتمل مدخليّة وساطتهم- (صلوات اللّه و سلامه عليهم)-؟ بل لا محالة يستقلّ بحسن هذا الكذب و يحكم بمحبوبيّته. و الحاصل؛ أنّ المدّعى هو تبعيّة الحكم الشرعي لما استقلّ به العقل من الحسن و القبح ..) [1].
دور العقل عند الوحيد (رحمه اللّه)
إنّ التأمّل في التراث المتبقّي من المرحوم الوحيد البهبهاني (رحمه اللّه) يوضّح لنا ما للعقل من دور مهم عنده، و ذلك بسير جملة ممّا أقامه من براهين في فصول مختلفة و موارد متعدّدة، لذا نجده في كتابه «الفوائد الحائريّة» خصّص رسالة مستقلّة تحت عنوان (الحسن و القبح العقليّان)، و تحامل فيها على ما ذهب إليه الأشاعرة من القول بعدم وجود حسن و قبح للأفعال في ذاتها، و قال هناك- في مقام بيان موقعيّة العقل و واقعة- ما نصّه: (.. لو لم يكن للعقل حكم بهما ينسدّ باب إثبات النبوّة و الأحكام الشرعيّة) [2].
و قد تمسّك- طاب ثراه- في موارد عديدة ببرهان العقل لإثبات دعاواه [3]، و قال (رحمه اللّه) أيضا في تتميم برهانه: (و حكم العقل كحكم الشرع، يكون على الأنواع الخمسة: الإباحة، و الاستحباب، و الكراهة، و الوجوب، و الحرمة) [4].
و قال (رحمه اللّه) أيضا: (حكمه دليل على حكم الشرع، كما هو رأي الشيعة،