responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 6

و نفياً كما توحي به الآية الكريمة: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [1].

إلّا أنّ العلوم ليست بمرتبة واحدة شرفاً و فضلًا و مكانةً، بل تتفاوت من حيث أهمّية الموضوع المبحوث عنه و النتائج المتوخّاة منها، و مدى تأثيرها على حياة الإنسان و تكامله و رقيّه، و على هذا تحتلّ علوم «العقيدة» رتبة الصدارة و تعتلي قمّة الهرم العلمي؛ لتكفّلها البحث عن مسائل الاعتقاد و ما يتوقّف عليه نجاة العباد. و يليها «علم الفقه» الذي يحدّد للإنسان موقفه الشرعي في عباداته و معاملاته بما ينسجم و رؤية الدين‌

و يضمن بعد ضمّه إلى العقيدة و الأخلاق تحقيق هدفيّة الخلقة.

أهمّية علم الأصول‌

و على هذا الأساس تبرز الأهمّية القصوى التي يتمتّع بها «علم أصول الفقه» في منظومة الفكر الإسلامي عموماً و مدرسة أهل البيت خصوصاً؛ ذلك أنّه العلم الذي يزوّد الفقيه بالضوابط العامّة التي يضمن من خلال مراعاتها صحّة استنباطه، و لذا صحَّ التعبير عنه بأنّه: «منطق علم الفقه»، بمعنى أنّ مراعاة قواعده و سلامة تطبيقها يضمن صحّة الحكم المستنبط كما تضمن مراعاة القواعد المنطقيّة صواب التفكير و صحّته.

و في ضوء ذلك أولت مدرسة أهل البيت الأهمّية الفائقة لبحوث هذا العلم، و شمّر علماء الإماميّة عن ساعد الجدّ و الهمّة في تحقيق مسائله و تنقيح قواعده مستندين على أدلّة نقلية تارةً و عقلية أخرى و سيرة عقلائية ثالثة و بالوجدان رابعة، فكان هذا العلم محوراً يتلاقى فيه النقل مع العقل و الوجدان مع البرهان.


[1] فاطر: 28.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست