نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 168
تلخيص و مقارنة
اتّضحَ ممّا ذكرناهُ أنّ تنجُّزَ التكليفِ المقطوعِ لمّا كانَ من شئونِ
حقِّ الطاعةِ للمولى سبحانَه، و كانَ حقُّ الطاعةِ له يشملُ كلَّ ما ينكشفُ من تكاليفِه، و لو انكشافاً احتمالياً، فالمنجّزيةُ إذاً ليست مختصّةً بالقطعِ، بل تشملُ كلَّ انكشافٍ مهما كانت درجتُه، و إن كانت بالقطعِ تُصبحُ مؤكّدةً و غيرَ معلّقةٍ كما تقدّمَ.
و خلافاً لذلك مسلكُ مَن افترضَ المنجّزيةَ و الحجّيةَ لازماً ذاتياً للقطعِ، فإنّه ادَّعَى أنّها من خواصِّ القطعِ، فحيثُ لا قطعَ و لا علمَ لا منجّزيةَ، فكلُّ تكليفٍ لم ينكشفْ بالقطعِ و اليقينِ فهو غيرُ منجّزٍ و لا يصحُّ العقابُ عليه، و سُمّيَ ذلك بقاعدةِ» قُبح العقابِ بلا بيانٍ» أي بلا قطعٍ و علمٍ، وفاته أنّ هذا في الحقيقة تحديدٌ لمولوية المولى و حقِّ الطاعةِ له رأساً.
و هذان مسلكانِ يحدّدُ كلٌّ منهما الطريقَ في كثيرٍ من المسائلِ المتفرّعةِ، و يوضّحُ للفقيه منهجاً مغايراً من الناحيةِ النظريةِ لمنهجِ المسلكِ الآخرِ.
و نُسمّي المسلكَ المختارَ بمسلكِ «حقِّ الطاعةِ»، و الآخرَ بمسلكِ «قُبحِ العقابِ بلا بيانٍ».
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 168