نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 82
خرجا بالخصلتين من الخصاء و التخنيث، من فتور الكلام و لين المفاصل و العظام، و من التفكّك و التثنّي، إلى مقدار لم يروا أحدا بلغه، لا من مخنّثات النساء، و لا من مؤنّثي الرجال.
84-[أبو همام السنوط]
و كما عرض لأبي همام السّنوط من امتلاخ اللّخم [1] مذاكيره و خصييه، أصابه ذلك في البحر في بعض المغازي، فسقطت لحيته، و لقّب بالسّنوط، و خرج لذلك نهما و شرها.
و قال ذات يوم: لو كان النخل بعضه لا يحمل إلاّ الرّطب، و بعضه لا يحمل إلاّ التمر، و بعضه لا يحمل إلاّ المجزّع، و بعضه لا يحمل إلاّ البسر، و بعضه لا يحمل إلا الخلال، و كنّا متى تناولنا من الشّمراخ بسرة، خلق اللّه مكانها بسرتين، لما كان بذلك بأس!ثم قال: أستغفر اللّه!لو كنت تمنيت أن يكون بدل نواة التمر زبدة كان أصوب!! و منه ما يعرض من جهة الأوجاع التي تعرض للمذاكير و الخصيتين، حتى ربما امتلخهما طبيب، و ربّما قطع إحداهما، و ربما سقطتا جميعا من تلقاء أنفسهما.
85-[نسل منزوع البيضة اليسرى]
و العوامّ يزعمون أنّ الولد إنّما يكون من البيضة اليسرى [2] . و قد زعم ناس من أهل سليمان بن عليّ و مواليهم، أنّ ولد داود بن جعفر الخطيب المعتزليّ، إنّما ولد له بعد أن نزعت بيضته اليسرى، لأمر كان عرض له.
و الخصيّ الطيّان. الذي كان في مسجد ابن رغبان، ولد له غلام، و كان ليس له إلاّ البيضة اليمنى، فجاء أشبه به من الذّباب بالذّباب و الغراب بالغراب، و لو أبصره أجهل خلق اللّه تعالى بفراسة، و أبعدهم من قيافة، و من مخالطة النخّاسين، أو من مجالسة الأعراب، لعلم أنّه سلالته و خلاصته، لا يحتاج فيه إلى مجزّز المدلجيّ، و لا إلى ابن كريز الخزاعي.
[1] اللخم: ضرب من سمك البحر. (اللسان: لخم) . و في حياة الحيوان 2/305 «ضرب من السمك ضخم، يقال له الكوسج؛ و هو القرش» .