responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 79

و على حسب الجهل يكون الخرق، و على حسب المعرفة يكون الحذق. و هذا جملة القول في نسائهم، و على أنّهنّ لا حظوظ لهنّ عند الخلوة، و لا نفاذ لهنّ في صناعة؛ إذ كنّ قد منعن فهم المعاطاة و معرفة المناولة.

و الخصيان مع جودة آلاتهم و وفارة طبائعهم في معرفة أبواب الخدمة. و في استواء حالهم في باب المعاطاة، لم تر أحدا منهم قطّ نفذ في صناعة تنسب إلى بعض المشقّة، و تضاف إلى شي‌ء من الحكمة، ممّا يعرف ببعد الرّويّة، و الغوص بإدامة الفكرة، إلا ما ذكروا من نفاذ ثقف في التحريك للأوتار، فإنّه كان في ذلك مقدّما، و به مذكورا. إلاّ أنّ الخصيّ من صباه، يحسن صنعة الدّابوق‌ [1] . و يجيد دعاء الحمام الطّوريّ‌ [2] . و ما شئت من صغار الصناعات.

و قد زعم البصريّون أن حديجا الخصيّ، خادم المثنّى بن زهير، كان يجاري المثنّى في البصر بالحمام. و في صحّة الفراسة، و إتقان المعرفة، و جودة الرياضة.

و سنذكر حاله في باب القول في الحمام إن شاء اللّه تعالى.

هذا قولهم فيمن خصي من الصقالبة. و ملوكنا لعقول خصيان خراسان أحمد، و هم قليل، و لذلك لم نأت من أمرهم بشي‌ء مشهور، و أمر مذكور.

80-[خصيان السند]

و أما السّند، فلم يكن فيهم أيضا من الخصيان إلاّ النّفر الذين كان خصاهم موسى بن كعب، و قد رأيت أنا بعضهم، و زعم لي أنّه خصى أربعة هو أحدهم، و رأيت الخصاء، قد جذبه إلى حبّ الحمام، و عمل التكك‌ [3] ، و الهراش بالديوك، و هذا شي‌ء لم يجر منه على عرق، و إنما قاده إليه قطع ذلك العضو.

81-[خصيان الحبشة و النوبة و السودان‌]

فأمّا الخصيان من الحبشان و النّوبة و أصناف السودان، فإنّ الخصاء يأخذ منهم و لا يعطيهم، و ينقصهم و لا يزيدهم، و يحطّهم عن مقادير إخوانهم، كما يزيد الصقالبة عن مقادير إخوتهم، لأن الحبشيّ متى خصي سقطت نفسه، و ثقلت حركته، و ذهب نشاطه، و لا بدّ أن يعرض له فساد، لأنه متى استقصي جبابه لم


[1] الدابوق: غراء يصاد به الطير. التاج (دبق) .

[2] الحمام الطوري: الحمام الوحشي.

[3] التكك: جمع تكة، و هي رباط السراويل.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست