نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 77
عرض له عارض فإنما هو من القرع، لا من جهة النّزع و الجلح، و الجله و الصّلع [1]
و كذلك النساء في جميع ذلك.
و المرأة ربّما كان في قصاص مقاديم شعر رأسها ارتفاع، و ليس ذلك بنزع و لا جلح، إذا لم يكن ذلك حادثا يحدثه الطعن في السنّ.
و تكون مقاطع شعر رأسه و منتهى حدود قصاصه، كمقاطع شعر المرأة و منتهى قصاصها، و ليس شعرها كلما دنا من موضع الملاسة و الانجراد يكون أرقّ حتى يقلّ و يضمحلّ، و لكنه ينبت في مقدار ذلك الجلد على نبات واحد، ثم ينقطع عند منتهاه انقطاعا واحدا. و المرأة ربّما كانت سبلاء، و تكون لها شعرات رقيقة زغبيّة كالعذار موصولا بأصداغها، و لا يعرض ذلك للخصي إلا من علة في الخصاء، و لا يرى أبدا بعد مقطع من صدغيه شيء من الشّعر، لا من رقيقه و لا من كثيفه.
77-[ذوات اللحى و الشوارب]
و قد توجد المرأة ذات لحية. و قد رأيت ذلك، و أكثر ما رأيته في عجائز الدّهاقين، و كذلك الغبب [2] و الشارب، و قد رأيت ذلك أيضا. و هي ليست في رأي العين بخنثى، بل نجدها أنثى تامّة. إلا أن تكون لم تضرب في ذلك بالسبب الذي يقوى، حتى يظهر في غير ذلك المكان. و لا تعرض اللحى للنساء، إلا عند ارتفاع الحيض، و ليس يعرض ذلك للخصي.
و قد ذكر أهل بغداد، أنّه كان لابنة من بنات محمّد بن راشد الخنّاق، لحية وافرة، و أنّها دخلت مع نساء متنقّبات إلى بعض الأعراس لترى العرس و جلوة العروس، ففطنت لها امرأة فصاحت: رجل و اللّه!و أحال الخدم و النساء عليها بالضرب، فلم تكن لها حيلة إلا الكشف عن فرجها. فنزعن عنها و قد كادت تموت.
و يفضل أيضا الخصيّ المرأة في الانجراد و الزّعر، بأن تجد المرأة زبّاء [3]
الذراعين و الساقين، و تجد ركب [4] المرأة في الشعر كأنّه عانة الرجل، و يعرض لها الشعر في إبطيها و غير ذلك.
[1] في فقه اللغة للثعالبي 61: «إذا انحسر الشعر عن جانبي جبهته فهو أنزع. فإذا زاد قليلا فهو أجلح، فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه فهو أجلى و أجله. فإذا زاد فهو أصلع، و الفرق بين القرع و الصلع أن القرع ذهاب البشرة، و الصلع ذهاب الشعر منها» .
[2] الغبب: الجلد الذي تحت الحنك. اللسان: غبب 1/637.