نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 72
باب ذكر ما يعتري الإنسان بعد الخصاء و كيف ما كان قبل الخصاء
قالوا: كلّ ذي ريح منتنة، و كلّ ذي دفر و صنان كريه المشمّة، كالنّسر و ما أشبهه، فإنّه متى خصي نقص نتنه و ذهب صنانه، غير الإنسان، فإنّ الخصيّ يكون أنتن، و صنانه أحدّ، و يعمّ أيضا خبث العرق سائر جسده، حتى لتوجد لأجسادهم رائحة لا تكون لغيرهم. فهذا هذا.
و كلّ شيء من الحيوان يخصى فإنّ عظمه يدقّ، فإذا دقّ عظمه استرخى لحمه، و تبرّأ من عظمه، و عاد رخصا رطبا، بعد أن كان عضلا صلبا، و الإنسان إذا خصي طال عظمه و عرض، فخالف أيضا جميع الحيوان من هذا الوجه.
و تعرض للخصيان أيضا طول أقدام، و اعوجاج في أصابع اليد، و التواء في أصابع الرّجل، و ذلك من أوّل طعنهم في السنّ. و تعرض لهم سرعة التغيّر و التبدّل، و انقلاب من حدّ الرطوبة و البضاضة و ملاسة الجلد، و صفاء اللون و رقّته، و كثرة الماء و بريقه، إلى التكرّش و الكمود، و إلى التقبّض و التخدّد، و إلى الهزال، و سوء الحال. فهذا الباب يعرض للخصيان، و يعرض أيضا لمعالجي النبات من الأكرة من أهل الزرع و النخل، لأنّك ترى الخصيّ و كأنّ السيوف تلمع في لونه، و كأنّه مرآة صينيّة، و كأنه وذيلة مجلوّة، و كأنه جمّارة رطبة، و كأنه قضيب فضّة قد مسّه ذهب، و كأن في وجناته الورد، ثم لا يلبث كذلك إلا نسيئات [1] يسيرة، حتى يذهب ذلك ذهابا لا يعود، و إن كان ذا خصب، و في عيش رغد، و في فراغ بال، و قلّة نصب.
71-[طرائف عبد الأعلى القاصّ]
و كان من طرائف ما يأتي به عبد الأعلى القاصّ، قوله في الخصي، و كان لغلبة