responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 54

البطريق، و ابن ناعمة، و ابن قرّة، و ابن فهريز، و ثيفيل، و ابن وهيلي، و ابن المقفّع، مثل أرسطاطاليس؟!و متى كان خالد مثل أفلاطون؟!

45-[شرائط الترجمان‌]

و لا بدّ للتّرجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة، في وزن علمه في نفس المعرفة، و ينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة و المنقول إليها، حتّى يكون فيهما سواء و غاية. و متى وجدناه أيضا قد تكلّم بلسانين، علمنا أنّه قد أدخل الضيم عليهما، لأنّ كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى و تأخذ منها، و تعترض عليها. و كيف يكون تمكّن اللسان منهما مجتمعين فيه، كتمكّنه إذا انفرد بالواحدة، و إنّما له قوّة واحدة، فإن تكلّم بلغة واحدة استفرغت تلك القوّة عليهما، و كذلك إن تكلّم بأكثر من لغتين، و على حساب ذلك تكون الترجمة لجميع اللغات. و كلّما كان الباب من العلم أعسر و أضيق، و العلماء به أقلّ، كان أشدّ على المترجم، و أجدر أن يخطئ فيه. و لن تجد البتّة مترجما يفي بواحد من هؤلاء العلماء.

هذا قولنا في كتب الهندسة. و التنجيم، و الحساب، و اللحون، فكيف لو كانت هذه الكتب كتب دين و إخبار عن اللّه-عزّ و جلّ-بما يجوز عليه ممّا لا يجوز عليه، حتّى يريد أن يتكلّم على تصحيح المعاني في الطبائع، و يكون ذلك معقودا بالتوحيد، و يتكلّم في وجوه الإخبار و احتمالاته للوجوه، و يكون ذلك متضمّنا بما يجوز على اللّه تعالى، ممّا لا يجوز، و بما يجوز على الناس مما لا يجوز، و حتّى يعلم مستقرّ العامّ و الخاصّ، و المقابلات التي تلقى الأخبار العامّية المخرج فيجعلها خاصيّة. و حتى يعرف من الخبر ما يخصّه الخبر الذي هو أثر، ممّا يخصّه الخبر الذي هو قرآن، و ما يخصّه العقل مما تخصّه العادة أو الحال الرادّة له عن العموم، و حتّى يعرف ما يكون من الخبر صدقا أو كذبا، و ما لا يجوز أن يسمّى بصدق و لا كذب؛ و حتّى يعرف اسم الصدق و الكذب، و على كم معنى يشتمل و يجتمع، و عند فقد أيّ معنى ينقلب ذلك الاسم، و كذلك معرفة المحال من الصحيح، و أيّ شي‌ء تأويل المحال؛ و هل يسمّى المحال كذبا أم لا يجوز ذلك، و أيّ القولين أفحش: المحال أم الكذب، و في أيّ موضع يكون المحال أفظع، و الكذب أشنع؛ و حتّى يعرف المثل و البديع، و الوحي و الكناية، و فصل ما بين الخطل و الهذر، و المقصور و المبسوط و الاختصار، و حتّى يعرف أبنية الكلام، و عادات القوم، و أسباب تفاهمهم، و الذي‌

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست