responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 49

إذا استغزر الذهن الجليّ و أقبلت # أعاليه في القرطاس و هي أسافل

و قد رفدته الخنصران و سدّدت # ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل

رأيت جليلا شأنه و هو مرهف # ضنى و سمينا خطبه و هو ناحل

أرى ابن أبي مروان أمّا لقاؤه # فدان و أمّا الحكم فيه فعادل‌

و قد ذكر البحتريّ في كلمة له، بعض كهول العسكر، و من أنبل أبناء كتّابهم الجلّة فقال: [من الكامل‌]

و إذا دجت أقلامه ثم انتحت # برقت مصابيح الدّجى في كتبه‌

37-[تدوين الكتابات القديمة]

و كانوا يجعلون الكتاب حفرا في الصخور، و نقشا في الحجارة، و خلقة مركّبة في البنيان، فربّما كان الكتاب هو الناتئ، و ربّما كان الكتاب هو الحفر، إذا كان تاريخا لأمر جسيم، أو عهدا لأمر عظيم، أو موعظة يرتجى نفعها، أو إحياء شرف يريدون تخليد ذكره، أو تطويل مدته، كما كتبوا على قبّة غمدان‌ [1] ، و على باب القيروان، و على باب سمرقند [2] ، و على عمود مأرب، و على ركن المشقّر [3] ، و على الأبلق الفرد [4] ، و على باب الرّها [5] ، يعمدون إلى الأماكن المشهورة، و المواضع المذكورة، فيضعون الخطّ في أبعد المواضع من الدّثور، و أمنعها من الدروس، و أجدر أن يراها من مرّ بها، و لا تنسى على وجه الدهر.

38-[فضل الخطوط]

و أقول: لو لا الخطوط لبطلت العهود و الشروط و السّجلاّت و الصّكاك، و كلّ


[1] غمدان: قصر بين صنعاء و طيوة، و اختلف في اسم بانيه، فقيل: بناه ليشرح بن يحصب، و قيل:

بناه النبي سليمان لبلقيس. معجم البلدان 4/210.

[2] سمرقند: بلدة عظيمة خلف نهر جيحون، و ذكر الأصمعي أنه مكتوب على باب سمرقند بالحميرية مقدار المسافات بين سمرقند و غيرها من المدن. معجم البلدان 3/246-250.

[3] المشقر: حصن بين نجران و البحرين؛ يقال إنه من بناء طسم. و قيل: هو حصن بالبحرين قبل مدينة هجر. معجم البلدان 5/134.

[4] الأبلق: هو حصن السموأل بن عادياء اليهودي، مشرف على تيماء بين الحجاز و الشام، على رابية من تراب. معجم البلدان 1/75.

[5] الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام، فيها كنيسة مكتوب على ركن من أركانها «أشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الإقتار» . معجم البلدان 3/106.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست