responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 245

و قال مزرّد بن ضرار: [من الطويل‌]

نشأت غلاما أتّقي الذمّ بالقرى # إذا ضاف ضيف من فزارة راغب

فإن آب سار أسمع الكلب صوته # أتى دون نبح الكلب، و الكلب دائب‌

و قال بشّار بن برد: [من الوافر]

سقى اللّه القباب بتلّ عبدي # و بالشرقين أيّام القباب‌ [1]

و أياما لنا قصرت و طالت # على فرعان نائمة الكلاب‌

و قال رجل من بني عبد اللّه بن غطفان: [من الطويل‌]

إذا أنت لم تستبق ودّ صحابة # على دخن أكثرت بثّ المعاتب‌ [2]

و إنّي لأستبقي امرأ السّوء عدّة # لعدوة عرّيض من الناس جانب‌ [3]

أخاف كلاب الأبعدين و نبحها # إذا لم تجاوبها كلاب الأقارب‌

و قال أحيحة بن الجلاح: [من المنسرح‌]

ما أحسن الجيد من مليكة و اللـ # بّات إذ زانها ترائبها [4]

يا ليتني ليلة إذا هجع الـ # نّاس و نام الكلاب صاحبها

و قلت: و في الكلب قذارة في نفسه، و إقذاره أهله لكثرة سلاحه و بوله، على أنّه لا يرضى بالسّلاح على السطوح، حتّى يحفر ببراثنه و ينقب بأظافره، و في ذلك التخريب.

و لو لم يكن إلاّ أنّه يكون سبب الوكف، و في الوكف من منع النّوم و من إفساد حرّ المتاع، ما لا يخفى مكانه، مع ما فيه من عضّ الصبيان و تفزيع الولدان، و شقّ الثياب، و التعرّض للزوّار؛ و مع ما في خلقه أيضا من الطبع المستدعي للصبيان إلى ضربه و رجمه و تهييجه بالعبث، و يكون سببا لعقرهم و الوثوب عليهم.

و قلت: و بئس الشي‌ء هو في الدار، و فيها الحرم و الأزواج، و السّراريّ و الحظيّات المعشوقات؛ و ذلك أن ذكره أيرّ ظاهر الحجم، و هو إما مقبع و إمّا قائم، و ليس معه ما


[1] ديوان بشار بن برد 1/249.

[2] الأبيات للنعمان بن حنظلة العبدي في حماسة البحتري 394. الدخن: الحقد.

[3] العريض: الذي يتعرض للناس بالشر.

[4] البيتان في الأغاني 15/36، و الحماسة البصرية 2/187، و الخزانة 3/321 (بولاق) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست