نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 24
11-[أقسام الكائنات]
و أقول [1] : إنّ العالم بما فيه من الأجسام على ثلاثة أنحاء: متّفق، و مختلف، و متضادّ؛ و كلّها في جملة القول جماد و نام. و كان حقيقة القول في الأجسام من هذه القسمة، أن يقال: نام و غير نام. و لو أنّ الحكماء وضعوا لكلّ ما ليس بنام اسما، كما وضعوا للنامي اسما، لاتّبعنا أثرهم؛ و إنما ننتهي إلى حيث انتهوا. و ما أكثر ما تكون دلالة قولهم جماد، كدلالة قولهم موات. و قد يفترقان في مواضع بعض الافتراق. و إذا أخرجت من العالم الأفلاك و البروج و النجوم و الشمس و القمر، وجدتها غير نامية، و لم تجدهم يسمّون شيئا منها بجماد و لا موات، و ليس لأنّها تتحرّك من تلقاء أنفسها لم تسمّ مواتا و لا جمادا.
و ناس يجعلونها مدبّرة غير مدبّرة، و يجعلونها مسخّرة غير مسخّرة، و يجعلونها أحيا من الحيوان؛ إذ كان الحيوان إنّما يحيا بإحيائها له، و بما تعطيه و تعيره. و إنما هذا منهم رأي، و الأمم في هذا كلّه على خلافهم، و نحن في هذا الموضع إنّما نعبّر عن لغتنا، و ليس في لغتنا إلاّ ما ذكرنا.
و الناس يسمّون الأرض جمادا، و ربّما يجعلونها مواتا إذا كانت لم تنبت قديما، و هي موات الأرض، و ذلك كقولهم: «من أحيا أرضا مواتا فهي له» [2] .
و هم لا يجعلون الماء و النار و الهواء، جمادا و لا مواتا، و لا يسمّونها حيوانا ما دامت كذلك، و إن كانت لا تضاف إلى النّماء و الحسّ.
و الأرض هي أحد الأركان الأربعة، التي هي الماء و الأرض و الهواء و النار، و الاسمان لا يتعاوران عندهم إلاّ الأرض.
12-[تقسيم النامي]
ثمّ النامي على قسمين: حيوان و نبات، و الحيوان على أربعة أقسام: شيء يمشي، و شيء يطير، و شيء يسبح، و شيء ينساح [3] . إلاّ أنّ كلّ طائر يمشي، و ليس الذي يمشي و لا يطير يسمى طائرا. و النوع الذي يمشي على أربعة أقسام: ناس، و بهائم، و سباع، و حشرات. على أنّ الحشرات راجعة في المعنى إلى مشاكلة طباع
[1] ورد القول في مروج الذهب 2/123 منسوبا إلى حكماء الهند.