نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 22
9-[جزاء سنمّار]
و قال بعض العرب، في قتل بعض الملوك [1] لسنمّار الرومي؛ فإنه لما علا الخورنق و رأى بنيانا لم ير مثله، و رأى في ذلك المستشرف، و خاف إن هو استبقاه أن يموت فيبني مثل ذلك البنيان لرجل آخر من الملوك، رمى به من فوق القصر، فقال في ذلك الكلبيّ في شيء كان بينه و بين بعض الملوك: [من الطويل]
جزاني جزاه اللّه شرّ جزائه # جزاء سنمّار و ما كان ذا ذنب [2]
سوى رصّه البنيان سبعين حجّة # يعلّى عليه بالقراميد و السّكب
فلما رأى البنيان تمّ سحوقه # و آض كمثل الطّود ذي الباذخ الصّعب
و ظنّ سنمّار به كلّ حبوة # و فاز لديه بالمودّة و القرب
فقال اقذفوا بالعلج من رأس شاهق # فذاك لعمر اللّه من أعظم الخطب
و جاء المسلمون، يروي خلف عن سلف، و تابع عن سابق، و آخر عن أوّل، أنّهم لم يختلفوا في عيب قول زياد: «لآخذنّ الوليّ بالوليّ، و السّمي بالسّميّ، و الجار بالجار» ، و لم يختلفوا في لعن شاعرهم حيث يقول: [من الوافر]
إذا أخذ البريء بغير ذنب # تجنّب ما يحاذره السقيم
قال: و قيل لعمرو بن عبيد: إنّ فلانا لما قدّم رجلا ليضرب عنقه، فقيل له: إنّه مجنون!فقال: لو لا أنّ المجنون يلد عاقلا لخلّيت سبيله. قال: فقال عمرو: ما خلق اللّه النّار إلاّ بالحق! و لمّا قالت التغلبيّة للجحّاف، في وقعة البشر [3] : فضّ اللّه فاك و أعماك، و أطال
[1] «الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، و قد اختلفوا في بانيه؛ فقال الهيثم بن عدي: الذي أمر ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس... و قال ابن الكلبي: صاحب الخورنق بهرام جور بن يزدجرد» معجم البلدان: 2/401-402 «خورنق» . و جاء في مروج الذهب 2/223 أن الذي بناه النعمان بن المنذر. و انظر مجمع الأمثال 1/159، و المستقصى 2/52، و جمهرة الأمثال 1/297.
[2] الأبيات في ثمار القلوب 109 لشراحيل الكلبي، و في أمالي ابن الشجري 1/102 لعبد العزى بن امرئ القيس، و بلا نسبة في معجم البلدان (خورنق) ، و السمط 1/405، و الأغاني 2/145، و الخزانة 1/294، و الاختيارين 713.
[3] انظر الأغاني 12/198-208، و معجم البلدان «1/426: بشر» و سبب ذلك أن بني تغلب قتلت عمير بن حباب السلمي. فاستعدى الجحاف السلمي قومه على بني تغلب. و ورد قول التغلبية في البيان 1/401. و نسب القول إلى الحمراء بنت ضمرة و عمرو بن هند في الأغاني 22/193.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 22