القتام، واحدها قابع، كما يقبع القنفذ و ما أشبهه في جحره. و أنشد لابن مقبل: [من الطويل]
و لا أطرق الجارات باللّيل قابعا # قبوع القرنبى أخلفته مجاعره [1]
و القبوع: الاجتماع و التقبّض. و القرنبى: دويبّة أعظم من الخنفساء.
236-[شعر له سبب بالكلب]
و قال الآخر في صفة بعض ما يعرض له من العيوب: [من الكامل]
ما ضرّ تغلب وائل أ هجوتها # أم بلت حيث تناطح البحران [2]
إنّ الأراقم لا ينال قديمها # كلب عوى متهتّم الأسنان
و قال الشاعر في منظور بن زبّان: [من البسيط]
لبئس ما خلّف الآباء بعدهم # في الأمّهات عجان الكلب منظور
و من هذا الضرب قول الأعرابيّ: [من الطويل]
لقد شان صغري والياها و زيّنا # لصغري فتى من أهلها لا يزينها
كلاب لعاب الكلب إن ساق هجمة # يعذّب فيها نفسه و يهينها
و قال عمرو بن معد يكرب: [من الطويل]
لحا اللّه جرما كلّما ذرّ شارق # وجوه كلاب هارشت فازبأرّت [3]
و قال أبو سفيان بن حرب: [من الطويل]
و لو شئت نجّتني كميت طمرّة # و لم أجعل النّعماء لابن شعوب
و ما زال مهري مزجر الكلب منهم # لدن غدوة حتّى دنت لغروب [4]
و قال عبد الرحمن بن زياد: [من الطويل]
دعته بمسروق الحديث و ظالع # من الطرف حتى خاف بصبصة الكلب
[1] ديوان ابن مقبل 154، و تقدم البيت في الفقرة (187) .
[2] البيتان للفرزدق في ديوانه 882، و البيان و التبيين 3/248.
[3] ديوانه 72، و الخزانة 2/436، و السمط 1/366، و شرح الحماسة للمرزوقي 160.
[4] البيت لأبي سفيان في الدرر 3/138، و بلا نسبة في اللسان (لدن) ، و المقاصد النحوية 3/429، و همع الهوامع 1/215، و شرح الأشموني 2/318.