نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 201
خرجوا، على أنّ جميع الخلق يطالبونهم، و على أنّ السلطان لم يولّ إلاّ لمكانهم.
و الكلاب لم تتّخذ إلا للإنذار بهم، و على أنّهم إذا أخذوا ماتوا كراما.
و لعلّ المدينة قد كانت في ذلك الدهر مأمونا عليها من أهل الفساد و كان أكثر كلابها عقورا، و أكثر فتيانها من بين مهارش أو مقامر. و الكلب العقور و الكلب الكلب أشدّ مضرّة من الذئب المأمور بقتله.
و قد يعرض للكلاب الكلب و الجنون لأمور: منها أن تأكل لحوم الناس، و منها كالجنون الذي يعرض لسائر الحيوان.
231-[قتل العامة للوزغ]
و جهّال النّاس اليوم يقتلون الوزغ، على أنّ آباءها و أمهاتها كانت تنفخ على نار إبراهيم، و تنقل إليها الحطب. فأحسب أنّ آباءها و أمّهاتها قد كنّ يعرفن فصل ما بين النّبيّ و المتنبّي، و أنّهن اعتقدن عداوة إبراهيم، على تقصير في أصل النظر، أو عن معاندة بعد الاستبانة حتّى فعلن ذلك-كيف جاز لنا أن تزر وازرة وزر أخرى؟!إلاّ أن تدّعوا أنّ هذه التي نقتلها هي تلك الجاحدة للنبوّة، و الكافرة بالربوبيّة، و أنّها لا تتناكح و لا تتوالد.
و قد يستقيم في بعض الأمر أن تقتل أكثر هذه الأجناس، إمّا من طريق المحنة و التعبّد و إمّا إذ كان اللّه عزّ و جلّ قد قضى على جماعتها الموت، أن يجري ذلك المجرى على أيدي الناس، كما أجرى موت جميع الناس على يد ملك واحد، و هو ملك الموت.
و بعد فلعلّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال هذا القول إن كان قاله، على الحكاية لأقاويل قوم.
و لعلّ ذلك كان على معنى كان يومئذ معلوما فترك النّاس العلّة و رووا الخبر سالما من العلل، مجرّدا غير مضمّن.
و لعلّ من سمع هذا الحديث شهد آخر الكلام و لم يشهد أوّله، و لعلّه عليه الصلاة و السلام قصد بهذا الكلام إلى ناس من أصحابه قد كان دار بينهم و بينه فيه شيء. و كلّ ذلك ممكن سائغ غير مستنكر و لا مدفوع.
232-[قتل الفواسق]
و قد رويتم في الفواسق ما قد رويتم في الحيّة و الحدأة و العقرب و الفأرة
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 201