responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 140

الصفراء و هي من نتاج النار، و فيه السوداء و هي من نتاج الأرض، و فيه الدّم و هو من نتاج الهواء، و فيه البلغم و هو من نتاج الماء. و على طبائعه الأربع وضعت الأوتاد الأربعة. فجعلوه العالم الصغير، إذ كان فيه جميع أجزائه و أخلاطه و طبائعه. أ لا ترى أنّ فيه طبائع الغضب و الرضا، و آلة اليقين و الشكّ، و الاعتقاد و الوقف و فيه طبائع الفطنة و الغباوة، و السلامة و المكر، و النصيحة و الغشّ، و الوفاء و الغدر، و الرياء و الإخلاص، و الحبّ و البغض، و الجدّ و الهزل، و البخل و الجود، و الاقتصاد و السّرف، و التواضع و الكبر، و الأنس و الوحشة، و الفكرة و الإمهال، و التمييز و الخبط، و الجبن و الشجاعة، و الحزم و الإضاعة، و التبذير و التقتير، و التبذل و التعزز، و الادّخار و التوكّل، و القناعة و الحرص، و الرغبة و الزّهد، و السّخط و الرّضا، و الصبر و الجزع، و الذّكر و النسيان، و الخوف و الرجاء، و الطّمع و اليأس، و التنزّه و الطبع، و الشكّ و اليقين، و الحياء و القحة، و الكتمان و الإشاعة، و الإقرار و الإنكار، و العلم و الجهل، و الظلم و الإنصاف، و الطلب و الهرب، و الحقد و سرعة الرضا، و الحدّة و بعد الغضب، و السّرور و الهمّ، و اللّذّة و الألم، و التأميل و التمنّي، و الإصرار و النّدم، و الجماح و البدوات، و العيّ و البلاغة، و النّطق و الخرس، و التصميم و التوقف، و التغافل و التفاطن، و العفو و المكافأة، و الاستطاعة و الطبيعة، و ما لا يحصى عدده، و لا يعرف حدّه.

فالكلب سبع و إن كان بالناس أنيسا، و لا تخرجه الخصلة و الخصلتان ممّا قارب بعض طبائع الناس، إلى أن يخرجه من الكلبيّة. قال: و كذلك الجميع. و قد عرفت شبه باطن الكلب بباطن الإنسان، و شبه ظاهر القرد بظاهر الإنسان: ترى ذلك في طرفه و تغميض عينه، و في ضحكه و في حكايته، و في كفّه و أصابعه، و في رفعها و وضعها، و كيف يتناول بها، و كيف يجهز اللّقمة إلى فيه و كيف يكسر الجوز و يستخرج لبّه و كيف يلقن كل ما أخذ به و أعيد عليه، و أنّه من بين جميع الحيوان إذا سقط في الماء غرق مثل الإنسان، و مع اجتماع أسباب المعرفة فيه يغرق، إلاّ أن يكتسب معرفة السباحة، و إن كان طبعه أوفى و أكمل فهو من هاهنا أنقص و أكلّ. و كلّ شي‌ء فهو يسبح من جميع الحيوانات، ممّا يوصف بالمعرفة و الفطنة، و ممّا يوصف بالغباوة و البلادة؛ و ليس يصير القرد بذلك المقدار من المقاربة إلى أن يخرج من بعض حدود القرود إلى حدود الإنسان.

171-[عود إلى الحوار في شأن الكلب و الديك‌]

و زعمت أنّ ممّا يمنع من التمثيل بين الديك و الكلب أنّه حارس محترس منه.

و كلّ حارس من الناس فهو حارس غير مأمون تبدّله. ـ

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست