و في حوانيت الدّعارة، و لا ينطقون إلّا بالكفر و الفسق، و سبّ الأديان و المذاهب، و لا يتعرفون على صوم و لا صلاة، حتّى إذا جاء يوم العاشر من المحرّم لبسوا الأكفان، و ضربوا الجباه بالسّيوف، و الأكتاف بالسّلاسل، و أظهروا الشّيعة و التّشيّع بأبشع الصّور و المظاهر، و وسموا الذّكرى المقدّسة بأقبح السّمات، و أفسحوا المجال للمفترين و المتقوّلين بأنّنا لا نصلح للحياة، و أنّ عقيدتنا بدعة و ضلالة، و سلّحوا العدوّ بأقوى سلاح و أمضاه، و قبعوا في بيوتهم لا يفكرون إلّا في أنفسهم، و تركوا غيرهم في وسط المعركة يكافح، و يناضل، بكلّ سلاح.
أنّ ذكرى الحسين ما زالت و لن تزال حيّة في القلوب، فعلينا أن نستغلها لمرضاة اللّه و رسوله، لصالح الإسلام و المسلمين، و بثّ العلم و الوعي، و جمع الكلمة، لا لإشاعة الجهل و التّفريق، و الإتّجار بالدين و العواطف.
ابتسام الحسين
روي أنّ شمرا، حيت ارتقى الصّدر الشّريف، و همّ بذبح الإمام، ابتسم عليه أفضل الصّلاة و السّلام، و قال لشمر:
أتعرفني من أنا؟.
قال اللّعين: أجل، حقّ المعرفة .. جدّك محمّد المصطفى، و أبوك عليّ المرتضى، و أمّك فاطمة الزّهراء، و خصمي العليّ الأعلى ... [1].
[1] انظر، تأريخ الطّبري: 4/ 346، الفتوح لابن أعثم: 3/ 137، الكامل في التّأريخ: 4/ 40، مروج-