أمّا أن تكون نفس المحبّ بالذات هي الأداة المعبّرة عن حبّه و ولائه، فهذا ما لا نعرفه إلّا من أفراد قلائل جدّا، منهم هاشم الكعبي، و الشّريف الرّضي ... أنّ هذه القطعة ليست و صفا لندب الثّواكل و حنينها إلى سيّدها و كفيلها، و لا تصويرا لأحزانها و اشجانها، و كفى، و لا أخبار بالّذي أصاب آل محمّد، كما قال بعض الشّعراء:
سبيت نساء محمّد و بناته* * * من بعد ما قتلت هناك رجاله
و إنّما هي قلب مضطرم قد استحال إلى كلمات تلهب القلوب و المشاعر ... فلقد هيمن الولاء على الكعبي، و انتقل به من عالمه و دنياه إلى عالم الثّواكل في كربلاء، فشعر بشعورهنّ، و أحس بإحساسهنّ، حتّى أصبح مثلهنّ ثاكلا يندب و ينوح بعبرات تحيي الثّرى، و زفرات تدع الرّياض هودا.
[1] شاعر مكثر و مجيد في رثاء الحسين، و شعره كلّه أو جلّه ثورة، و حماسة، و استنهاض. (منه (قدّس سرّه)).