الآخر. و إقام الصّلاة، و إيتاء الزّكاة، و على صفو الود لأهل البيت الّذين قتلوا و قتلوا من أجل الصّلاة، و عبادة الواحد الأحد. انتحي الإمام ناحية يصلّي للّه في صفّين، و الحزرب قائمة على أشدّها، و حين افتقده أصحابه اضطربوا، و كسروا جفون أسيافهم، و آلوا أن لا يغمدوها حتّى يشاهدوا الإمام، و لمّا وجده الأشتر قائما للصّلاة انتظره حتّى فرغ منها، و قال له: «أفي مثل هذه السّاعة؟! فأجابه:
و قام الحسين إلى الصّلاة في قلب المعركة، و أصحابه يتساقطون قزتلى بين يديه، فصلّى بمن بقيّ منهم، و سعيد بن عبد اللّه الحنفي قائم بين يديه يستهدف من النّبال و الرّماح حتّى سقط إلى الأرض، و هو يقول: «أللّهمّ العنهم لعن عاد و ثمود، أللّهمّ بلّغ نبيّك عنّي السّلام، و ابلغه ما لقيت من ألم الجراح، فأنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك» [2]. ثمّ قضى نحبه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السّيوف، و طعن الرّماح.