و لمّا تولّى الإمام الخلافة قدم عليه يسترفده، فعرض عليه الإمام عطاءه، فقال:
«إنّما أريد من بيت المال. فقال له الإمام: تقيم إلى يوم الجمعة، فلمّا صلّى الجمعة قال له: ما تقول بمن خان هؤلاء؟ قال: بئس الرّجل. قال: إنّك امرتني أن أخونهم و اعطيك» [1]. فخرج من عنده إلى الشّام [2].
و رحّب به معاوية، و أعطاه مئة ألف درهم من مال المسلمين، و قال للنّاس و عقيل حاضر: هذا أبو يزيد لو لا علمه بأنّي خير من أخيه ما تركه، و أقام عندنا، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، و أنظر لنفسه منك، و أنت خير لي في دنياي، و أنظر لي من نفسك، و قد آثرت دنياي، و أسأل اللّه العفو» [3].
قال: أجل، فينا لينا من غير ضعف، و عزّا من غير عنف، و أنّ لينكم يا معاوية غدر، و سلمكم كفر.
[1] انظر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/ 92، الإمامة و السّيّاسة لابن قتيبة: 1/ 101، نظرات في الكتب الخالدة للدّكتور حامد حنفي: 147، مجلّة رسالة الإسلام العدد (14) تنظيم الصّدقة في الإسلام لحامد حنفي داود.
[2] لم يحقق في سند هذا القول، و إلّا من خلال التّتبّع التّأريخي، لم نعثر على نصّ يؤكّد ذهاب عقيل إلى معاوية قبل استشهاد الإمام عليّ (عليه السّلام). انظر، سبل الهدى و الرّشاد: 11/ 115، الغارات: 1/ 552، جواهر المطاب في مناقب الإمام عليّ لابن الدّمشقي: 2/ 229، العقد الفريد: 4/ 90 طبعة بيروت.
[3] انظر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/ 93، الغارات: 1/ 552، سبل الهدى و الرّشاد:
11/ 115.
[4] انظر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/ 93، الغارات: 2/ 552.