«أشبهت خلقي و خلقي» [1]، و صادف قدوم جعفر من الحبشة يوم فزتح خيبر، فتلقاه النّبيّ، و قبّله بين عينيه، و قال: «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر» [2]. و قال له: حدّثني ببعض عجائب الحبشة.
فقال: نعم، بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، بينا أنا سائر في بعض طرقات الحبشة إذا بعجوز على رأسها مكتل، فأقبل شاب يركض على فرس له، فألقاه على وجهها، و ألقى المكتل على رأسها، فاسترجعت قائمة، و اتبعته النّظر، و هي تقول: الويل لك غدا إذا جلس الملك على كرسيه، فاقتص للمظلوم من الظّالم.،
فجرت دموع رسول اللّه على لحيته مثل الجمان، ثمّ قال: لا قدّس اللّه أمّة لا تأخذ للمظلوم حقّه من الظّالم [3].
و كان جعفر خير النّاس للمساكين، يطعمهم و يكسوهم، و يجلس إليهم يحدّثهم و يحدثونه، حتّى كنّاه رسول اللّه أبا المساكين، و كان النّاس يعرفونه