responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 179

و الشّر!.

و مع ذلك ... فإنّ مصرع الحسين كان نذيرا لدولة معاوية الآفاق، و انهارت الدّولة بعد ذلك بنصف قرن وسط أفراح الشّعب.

ظلّ الشّعب العربي يلعن يزيد بن معاوية و خلفاءه حتّى سقطوا بل أنّ الشّعب العربي انتقم من قادة الجيش الأمويّين شرّ انتقام، فلقي أكثرهم مصرعه بعد أن استشهد الحسين على أيديهم و هو الإمام، و القائد، و الزّعيم السّياسي المثالي لأمّة العرب في ذلك الحين، و الرّجل الّذي قام برحلته الدّامية إلى العراق، و هو يعلم أنّ ألوف الجنود المرتزقة من جيش يزيد، سوف تلحق به و تحول بينه و بين الإتّصال بالشّعب.

و كان الحسين يعلم أنّه مستشهد لا محالة، هو و أهل بيته، لكنّه مضى في طريقه دون خوف أو تردّد، و تلك صفات الزّعماء الحقّيقيّين للشّعوب.

طلبوا منه أن يسلّم نفسه فأبى ... طلبوا منه البيعة ليزيد، فرفض أن يبايع شابّا فاسدا شرّيرا، لا يصلح أن يقود أمّة حديثة في طريقها الطّويل.

و امتشق سيفه، و ظلّ يقاتل جنود الشّيطان يزيد، خليفة المسلمين الّذي فرضه أبوه معاوية فرضا على الأمّة العربيّة ...

و لم يكن معه سوى العشرات من الرّجال، و النّساء، و الأطفال، كلّ جيشه كان يمكن لفصيلة من الجنود سحقها في لحظات ... لكن الجيش الصّغير صمد أيّاما طويلة و قاتل بقيادة الحسين ببسالة عجيبة مذهلة، لم يشهد تأريخ الشّرق أو الغرب مثيلا لها.

كان الحسين عطشان جائعا ... و رجاله يفتك بهم الظّمأ مثله، و أطفاله‌

نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست