responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 236

البعث و حقيقة النّهي هو الزّجر لا مجال أصلا للنّزاع و ينهدم أساس الخلاف الذي اختصّ بالنّهي من أنّ متعلّقه هل هو نفس الترك و مجرّد ألا يفعل أو الكفّ؟ فإنّ هذا النزاع إنّما له وجه معقول لو كان النهي عبارة عن الطلب، فلينازع بأنّه طلب الترك أو الكفّ.

و أمّا بعد ما عرفت من أنّ النّهي بمعنى الزّجر عن الوجود فلا معنى له. نعم، لما كان نقيض الوجود هو العدم و نفس ألّا يفعل، يكون النهي عن الشّي‌ء متحدا خارجا مع البعث و الأمر بالعدم لكن لا يتّحد مع الكفّ أصلا.

و منه يعلم أيضا أنّه لا وجه لتقسيم النّهي إلى التعبّديّ و التوصّليّ فإنّه ليس لهذا التقسيم وجه إلّا تخيّل أنّ النّهي بمعنى طلب العدم فإنّه قد يكون للأعدام قصد التقرّب و قد لا يكون.

و أمّا إذا كان معناه هو الزّجر عن الوجود فلا محصّل لهذا التقسيم ضرورة أنّه لا معنى لقصد التقرب بالوجود المزجور عنه بحيث كان التقرب مأخوذا في الوجود المتعلّق للزّجر إذ حينئذ يكون العصيان تعبديّا فإنّه إيجاد الشي‌ء بقصد التقرّب و كذا لا معنى لقصد التقرب بالعدم الذي هو نقيض المزجور عنه بحيث يكون عدم المزجور عنه بقصد التقرب هو المأمور به لما عرفت من أنّ العدم لا يكون متعلّقا للأمر حقيقة بل البعث إلى العدم إنّما يتّحد بنحو من أنحاء الاتّحادات مع الزّجر عن الوجود. و الحمد للّه ربّ العالمين.

نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست