responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوسل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 104

الآية والحديث هذا التوجيه فانّه ستتعارض مع قوله تعالى: { وتعاونوا على البرّ والتقوى } وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ".

أمّا الحديث الأخير فإنّه ضعيف، لأنّ في سنده ابن لهيعة فلا يقاوم الأحاديث الصحاح ولا مدلول الآية[1].

والأولى أن يعبّر عن الحقيقي والمجازي بالاستقلال وعدم الاستقلال، بالأصالة والتبع، فالله سبحانه يملك كلّ شيء استقلالا وأصالة والعبد يملك العون والقدرة، ولكن بإذنه ومشيئته في كل آن، فهو الذي أراد أن يقدر العبد ويستطيع على إقامة الفرائض والسنن.

فالعون القائم بالذات غير المفاض فهو عون الله سبحانه، وأمّا العون المفاض المحدود فهو عون العبد، فلو استعان بالعبد بما أنّه معين مستقل وبالأصالة فهو مشرك، فجعلَ المخلوق مكان الخالق ولو طلب منه بما أنّه أقدر الله عليه وأجاز له أن يعين أخاه، فقد طلب شيئاً مشروعاً وهو نفس التوحيد.

هذا من غير فرق بين من يستعين بالأحياء وبالأموات، غاية الأمر إذا كان الميت غير مستطيع على الإعانة تكون الاستعانة لغواً، وإن كان قادراً فتكون الاستعانة عقلائية، فالحياة والموت ليسا ملاكاً للتوحيد والشرك، بل ملاكاً للجدوى وعدمها.


* * *



[1]الدكتور عبد الملك السعدي: البدعة في مفهومها الإسلامي الدقيق: 53 ـ 54.

نام کتاب : التوسل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست