و من جهة الدلالة يسمّى بأحد العلوم الأدبية من اللغة و البيان و غيرهما على اختلاف جهة الدلالة.
و من جهة الحكم عليه بالحجّية و عدم الحجّية يسمى بالاصول.
و الاقتصار على التكلّم فيها من الجهة الأخيرة فقط و إن كان هو محطّ النظر الأصليّ الموضوع له هذه الرسالة إلّا أنّ العراء الكلّي عن سائر الجهات و الإغماض عنها بالمرّة ممّا لا ينبغي، مع أنّ ارتباط بعض جهات الكلام من الجهة الأخيرة بسائر الجهات لا محالة يستدعي التعرّض هنا لبعض الكلام في سائر الجهات على وجه التبعية و الإجمال، ليتّضح به الحال و إن لم يكن هنا للتفصيل مجال فإنّ ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه.
فنقول: الكلام إذن في مطالب:
[المطلب] الأوّل: في تشخيص الفرق بين جهتي علم الرجال و الدراية، و هو من جهات:
الاولى: أنّ كلّا منهما و إن تكلّم في الخبر من حيث سنده إلّا أنّ تكلّم أهل الرجال من حيث الراوي و الدراية من حيث الرواية. و بعبارة اخرى: أنّ تكلّم الرجال من حيث تشخيص الصغريات فعلا، ككون الراوي الفلاني موثّقا عادلا أم