اي إن طردته، انطرد. وقال مجاهد معناه، اذلاء صاغرين. والمعنى قريب.
وفي هذه الآيات احتجاج من الله تعالى بنعمه المترادفة واخبارا للرسول عن عناد اسلافهم وكفرهم مرة بعد اخرى مع ظهور الايات والعلامات، تعزية له " ص " وتسلية له عند ما رأى من جحودهم، وكفرهم وليكون وقوفه على ما وقف عليه من اخبارهم حجة عليهم وتنبيها لهم وتحذيرا ان يحل بهم مما حل بمن تقدمهم من آبائهم واسلافهم.
قوله تعالى:
" فجعلنا نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ".
الضمير في قوله: " فجعلناها " يحتمل ان يكون راجعا إلى العقوبة او القردة فكأنه قال: جعلنا القردة، اي ما حل بها من التشويه وتغيير الخلفة، دلالة على ان من تقدمهم او تأخر عنهم. فمن فعل مثل فعلهم يستحق من العقاب مثل الذي نزل بهم نكالا لهم جميعا وموعظة للمتقين: اي تحذيرا وتنبيها، لكيلا يواقعوا من المعاصي ما واقع أولئك فيستحقوا ما استحقوا ـ نعوذ بالله من سخطه ـ ويحتمل ان تكون (الهاء) راجعة إلى الحيتان. ويحتمل ان تكون راجعة إلى القرية التي اعتدوا اهلها فيها. ويحتمل ان تكون (الهاء) راجعة إلى الامة الذين اعتدوا وهم