و هي بكسر الميم؛ مع الصرف و عدمه. سمّيت بذلك- كما قاله جماهير اللّغويين و غيرهم- لما يمنى بها من الدّماء أي: يراق و يصبّ [2] و هي من حرم مكّة، بينهما ثلاثة أميال، و تتّسع للحجيج كاتساع الرّحم للولد. و فضائلها كثيرة.
و ممّن سمع بها شيخنا، و شيخه، و الذهبي، و أبو حيّان و سماعه فيها على أبي اليمن بن عساكر؛ بل و سمع بها أبو القاسم بن عساكر و قال في «بلدانياته» [3]: «إنها كانت مدينة بها أدور [4]، و سوق، و مسجدها مسجد الخيف مسجد شريف». و قد عمّره سلطان الوقت عمارة هائلة يفوق الوصف، و كنت ممّن سمع به و بغيره منها على غير واحد، و قرأت بالغار الشّريف النبوي من جبل حراء- ظاهر مكة من جهتها- على الحافظ التقي أبي الفضل الهاشمي- (رحمه اللّه)- تصنيفه «بشرى الورى مما ورد في حرا»، و بأسفل الجبل غير ذلك.
52- أخبرني الكمال، أبو الفضائل محمد بن الجمال محمد بن إبراهيم المكي، بقراءتي عليه في الغار الشريف غار المرسلات من منى المعظّم، و غيره بالقاهرة و غيرها، كلّهم عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي.
[1] انظر «معجم البلدان» 5/ 198، و «مراصد الاطلاع» 3/ 1312.
[2] و منه قوله تعالى: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى [القيامة: 37].
انظر «الإعلام بفوائد عمدة الأحكام» لابن الملقن 3/ 317.