و عرفة اسم موضع الوقوف. قيل: سمّيت بذلك لأن آدم عرف حواء- (عليهما السلام)- هناك. و قيل: لأن جبريل عرّف إبراهيم- (عليهما السلام)- فيها المناسك. و قيل: لاعتراف الناس فيها بذنوبهم، و سؤالهم غفرانها، و قيل لغير ذلك [2]. و جمعت و إن كانت موضعا واحدا؛ لأن كلّ جزء منها يسمّى عرفة، و لهذا كانت مصروفة؛ كقصبات [3].
قال النحاة: و يجوز ترك صرفه كما يجوز في أذرعات و نحوها على أنها اسم مفرد لبقعة، و لذا- كما حكاه- النووي [4] قرىء فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ بفتح التاء بدون تنوين.
و قد عمّر سلطان الوقت عينها بعد انقطاعها دهرا، حتى جرت؛ و وصل الماء إليها في سنة خمس و سبعين، و كذا أصلح فساقيها، و قبّتها، و أعلامها مع مسجد نمرة منها؛ بل و عمل به صهريجا، إلى غير ذلك من المآثر التي شرحت في محل آخر؛ مما عمّ الانتفاع به، و كثرت فيها المياه جدا بعد عزتها، جوزي على ذلك خيرا. و ممن سمع بها الذهبي.
[1] انظر «تهذيب الأسماء و اللغات» للنووي 3/ 237، و «معجم البلدان» 4/ 104، و «مراصد الاطلاع» 2/ 930.
[2] قال الفيروزآبادي: «و غلط الجوهري فقال: موضع بمنى سميت لأن آدم و حواء تعارفا بها، أو لقول جبريل لإبراهيم (عليهما السلام) لما علمه المناسك: أعرفت؟ فقال: عرفت. أو لأنها مقدسة معظمة كأنهما عرفت أي: طيّبت» القاموس مادة: (عرف).
[3] قال الأخفش: «إنّما صرف لأن التاء صارت بمنزلة الياء و الواو في «مسلمين»؛ لا أنه تذكيره، و صار التنوين بمنزلة النون، فلما سمّي به ترك على حاله». نقله في «معجم البلدان».
[4] في «تهذيب الأسماء و اللغات» 3/ 237. حيث قال: و على هذا تتوجه قراءة أشهب العقيلي.